نون بوست علي الكوري
احتضنت القاعة الكبرى بولاية جهة كلميم وادنون، يوم الأحد 10 غشت 2025، فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، الذي جاء هذه السنة تحت شعار: “ورش الرقمنة تعزيز لخدمات القرب الموجهة للجالية”. اللقاء شكل مناسبة خاصة للتواصل المباشر مع أبناء الجالية الوادنونية المقيمة بالخارج، وتكريم إسهاماتهم المتنوعة في خدمة الوطن الأم، حيث يشكل العاشر من غشت محطة سنوية للاعتراف بدور أكثر من خمسة ملايين مهاجر مغربي موزعين عبر العالم، باعتبارهم جسرا حيويا يربط المغرب ببلدان المهجر.
في كلمته الافتتاحية، أبرز والي جهة كلميم وادنون، عامل إقليم كلميم، الأبعاد الإنسانية والاقتصادية والثقافية التي تجسدها الجالية المغربية بالخارج، مشيرا إلى حضورها الفاعل في المبادرات التضامنية ودعم المشاريع التنموية في مناطقهم الأصلية. وشدد على ضرورة ابتكار برامج استثمارية خاصة بهم، وتبسيط المساطر الإدارية، وتوفير المواكبة القانونية، حتى تتحول الروابط العاطفية إلى مشاريع إنتاجية مستدامة تخدم المصلحة العامة.
اللقاء التواصلي تضمن عرضا قدمه أطر وكالة تتبع المشاريع التابعة للجهة، استعرضوا فيه أهم منجزات البنية التحتية والمشاريع التنموية التي عرفتها كلميم وادنون في السنوات الأخيرة. وقد أثار العرض تفاعلا من طرف الحاضرين، إلا أن النقاش حول الموضوع المحوري المتعلق بالرقمنة لم ينل الحصة الكافية، حيث انصبت بعض المداخلات على قضايا جزئية وشكايات محلية، في حين تناول ممثل المركز الجهوي للاستثمار فرص الاستثمار في الجهة، داعيا إلى تبسيط الإجراءات لجذب رؤوس الأموال من أبناء الجالية.
وأكد الحاضرون على أن اليوم الوطني للمهاجر ليس مناسبة رمزية فحسب، بل هو إطار لتجديد الروابط بين الوطن وأبنائه، في أفق تعزيز الشراكة والمسؤولية المشتركة. وقد عبر ممثلو السلطات الإقليمية، من خلال كلمة الكاتب العام لعمالة إقليم آسا، عن الاستعداد الدائم لمواكبة مشاريع الجالية ودعمها في مختلف المجالات ضمن الاختصاصات المتاحة.
كما حرص ممثلو المجلسين الجماعي والإقليمي على التفاعل مع استفسارات المشاركين، وتوضيح الإجراءات والخدمات الموجهة للجالية، مع التأكيد على أهمية إشراكهم في صياغة وتنفيذ المشاريع التي تستجيب لتطلعاتهم. هذا التوجه يعكس الإرادة في الانتقال من منطق اللقاءات الدورية إلى شراكات عملية وملموسة.
واختتمت فعاليات اليوم الوطني للمهاجر بحضور شخصيات مدنية وأمنية وممثلين عن الجالية المغربية بالخارج، في أجواء جسدت اعتزاز الوطن بأبنائه، وإصراره على جعلهم شركاء فاعلين في مسار التنمية، ومساهمين في بناء مغرب حديث، متقدم، ومتجذر في قيمه وهويته أينما كان أبناؤه.