بقلم الحسن بونعما
مع احترامي للموقعين على البيان المضاد لبيان المجلس رقم1، أقول لهم لا يمكن لـ 6 توقيعات بمجلس يضم 35 مستشارا أن تحجب الشمس بالغربال.
كلميم اليوم تعيش معضلة تنموية واضحة، وهذه الحقيقة لا يمكن إنكارها ولا طمسها ببيانات إنكارية أو اصطفافات ظرفية، فرئيس المجلس وأعضاء المكتب المسير عبّروا، خلال دورة للمجلس بحضور الإدارة الترابية علنية ومفتوحة، عن وجود بلوكاج حقيقي يعيق مسار التنمية، وهو موقف شجاع يُعبّر عن وعي جماعي بحجم الإشكال، لا عن نزعة شخصية أو خلاف سياسي عابر.
لا أحد معصوم من الخطأ، والمجلس بدوره يتحمل نصيبه من المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع، لكن التهرب من النقاش ومحاولة إخماد أصوات التنبيه لن يخدم مصلحة وادنون التي عاث فيها البعض فسادا، وأصبح يقول لحاشيته ” لم يعد بوادنون رجال!!”.
يجب أن نُقر بأن الاعتراف بالمشكل هو البداية الصحيحة للإصلاح، أما الإنكار فلن يزيد إلا من تمديد الأزمة وإطالة عمر الركود.
التاريخ سيسجّل علينا جميعًا أن مدينة كلميم كانت، في لحظة مفصلية، مثالًا سيئًا لما ينبغي أن يكون عليه النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية، فقد وقعت وادنون ضحية بين سطوة المسؤولين، وأحقاد المنتخبين، وانسحاب النخبة، وحرص الأغلبية على خدمة المصالح الشخصية، بينما تشق مدن بالجوار طريقها بثبات نحو التنمية.
كلميم اليوم لا تحتاج إلى بيانات مضادة، بل إلى وقفة شجاعة تعيد ترتيب البيت الداخلي، وتُرجع للمدينة لمكانتها كعاصمة للجهة كانت إلى عهد قريب تشكل منافسا حقيقيا لعواصم بعض الجهات.
