نون بوست علي الكوري
مراكش تحتضن توقيع اتفاقية توأمة جديدة لتعزيز التعاون الدولي في إدارة المياه
شهدت مدينة مراكش، اليوم الخميس، توقيع اتفاقية توأمة جديدة بين وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون ونظيرتها الفرنسية “مياه رون – البحر المتوسط – كورسيكا”، وذلك على هامش الدورة الـ19 للمؤتمر العالمي للماء. ويأتي هذا التوقيع ليعزز مساراً من التعاون المشترك الذي انطلق بين الجانبين منذ سنوات، خصوصاً بعد الاتفاقية السابقة الخاصة بحوض درعة واد نون خلال الفترة 2020-2022.
وتروم هذه الاتفاقية، الممتدة بين سنتي 2025 و2030، إلى تطوير تعاون مؤسساتي وتقني وعلمي متقدم في مجال إدارة الموارد المائية، وتبادل الخبرات بين المؤسستين حول أفضل الممارسات المعتمدة في تدبير الأحواض المائية ومواجهة الإكراهات المرتبطة بندرة المياه. كما تهدف الاتفاقية إلى دعم التعاون اللامركزي عبر مشاريع عملية تخدم التنمية المائية والبيئية في كلا الجانبين.
وبموجب هذه الشراكة، سيجري وضع برنامج شامل للتعاون التقني يروم تحسين إدارة المياه على مستوى الحوض المائي، من خلال تبادل البيانات والمعارف، واعتماد مقاربات مشتركة في مجالات الماء والتطهير والتدبير المندمج للموارد المائية. ويتضمن البرنامج أيضاً المواكبة الميدانية للأوراش والمشاريع ذات الصلة، وتتبع مراحل الإنجاز وما بعدها لضمان النجاح والاستدامة.
كما اتفق الطرفان على توسيع دائرة الاستفادة من هذا التعاون ليشمل مختلف الفاعلين في قطاع الماء، بما في ذلك الجمعيات، والمهنيون، ومستخدمو المياه، وشركاء المؤسستين. وسيتم تنظيم لقاءات تقنية وزيارات ميدانية وندوات وورشات عمل لتعميق المعارف وتثمين تبادل التجارب والخبرات حول قضايا مشتركة.
وفي تصريح بالمناسبة، أكد يوسف بن حمو، مدير وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي في سياق عالمي تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالمياه، سواء بسبب الإجهاد المائي أو آثار التغيرات المناخية. وأبرز أن هذه الشراكة ستمكن من تبادل خبرات نوعية، والقيام بأنشطة مشتركة من شأنها الارتقاء بجودة تدبير الموارد المائية.
من جانبه، عبّر فرانسيس شنايدر، مدير قسم الرسوم والشؤون الدولية والقياسات بالوكالة الفرنسية، عن سعادته بتجديد التوأمة، مؤكداً أن التعاون القائم بين المؤسستين مكّن من تحقيق نتائج مهمة، وأن المرحلة الجديدة ستعزز قدرة الطرفين على إيجاد حلول مشتركة للإشكالات المطروحة على مستوى الأحواض المائية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار فعاليات المؤتمر العالمي للماء، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يشكل منصة دولية كبرى لاستكشاف حلول مبتكرة واستراتيجيات فعّالة لمواكبة التحولات المناخية وضمان الأمن المائي. ومن المرتقب أن تختتم أشغال المؤتمر بإصدار “إعلان مراكش”، الذي سيجسد التوجه العالمي نحو ربط العلم بالسياسات العمومية وتسريع الجهود لحماية المياه عبر العالم.
