من يصنع نتائج الانتخابات… الناخبون أم المقاطعون ؟

11 أكتوبر 2025
من يصنع نتائج الانتخابات… الناخبون أم المقاطعون ؟

بقلم  محمد بودرار مستشار مجاس جهة كلميم وادنون

في ظل حالة الغضب الشعبي ضد المكون الحكومي، واحتجاجات شباب _#GENZ212 , التي يعيشها الشارع المغربي، ومع تصاعد الأصوات المطالبة ببديل حقيقي يعيد الثقة ويصلح الأوضاع،…
يصبح من الضروري العودة إلى لغة الأرقام لفهم حقيقة ما جرى في 2021 وما قد يقع في 2026 ، ….
فالانتخابات ليست مجرد سباق بين أحزاب، بل هي انعكاس مباشر لميزان المشاركة والمقاطعة.
عن تجربة، في العهد الجديد ليس المال هو من صنع نتائج مختلف الانتخابات السابقة ، ولو أنفقت الأحزاب الفائزة مئات الملايير….
وليس اصطفاف الإدارة، حتى لو كان علنيا وواضحا.
ما صنع النتيجة فعلا في كل محطة انتخابية هم المقاطعون…
تمعنوا معي في الأرقام الإحصائية التقريية لاستحقاقات 2021 :
عدد المواطنين البالغين 18 سنة فما فوق: 25 مليون.
عدد المسجلين في اللوائح: 17,5 مليون.
عدد المصوّتين: 8,7 مليون .
عدد المسجلين الذين لم يصوّتوا: 8,7 مليون.
عدد غير المسجلين رغم أهليتهم: 7,7 مليون.
أي ما مجموعه 16,4 مليون مقاطع.
في المقابل، لم يتجاوز الحزب الأول في انتخابات 2021 سوى 2,1 مليون صوت، حصل بها على 102 مقعدا.
ومن خلال تجربتي كفاعل سياسي ومنتخب، عايش بألم تدبير الشأن العام في الجماعات وفي البرلمان، أؤكد لكم أن أخطر ما قد يترتب عن المقاطعة ، هو فتح الطريق أمام منتخبين ومسؤولين فاسدن ليتحكموا في مصائر الناس بفضل قلة قليلة من الأصوات، بينما الأغلبية الصامتة غائبة.
ومع استحضار رغبة الشباب المشروعة في إيجاد حلول لما خرجوا من أجله إلى الشارع،…
ووثقوه في ملفهم المطلبي الموجه لجلالة الملك،…
فإن القوة الحقيقية للاحتجاج السلمي لا تكمن فقط في التعبير عن الغضب،…
بل في استمراره المنظم، على أن يُتوَّج بالانخراط في المسار السياسي والمؤسساتي….
فحين يجد الضغط من الشارع طريقه إلى المؤسسات يتحول إلى قرارات وإصلاحات ملموسة.
لذلك، وبعيدا عن أي أهداف سياسية ، ومع بقاء أقل من 10 أشهر على الاستحقاقات المقبلة ، فإن تأسيس حزب جديد لن يكون خيارا واقعيا ،…
الحل العملي هو أن يتجه الشباب نحو اختيار أحد أحزاب المعارضة القائمة، داخل البرلمان أو خارجه، والانخراط في هياكله، والترشح باسمه، والعمل على دعمه وتقويته، ليصبح التعبير المؤسساتي عن تطلعاتهم، وبديلا جادا لإصلاح الأوضاع.
ومع استحضار الأرقام أعلاه ، فإن 3 ملايين فقط من كتلة المقاطعين كافية لقلب موازين القوى، وتصدر المشهد، وفرض رئيس حكومة جديد في 2026.
ولعل خبراء الانتخابات سيشاطرونني الرأي أن التعبئة وتغطية جميع الدوائر، ومع استمرار نفس القاسم والتقطيع الانتخابيين، سيتم ضمان مقعد واحد في كل دائرة محلية، إضافة إلى مقعد واحد في كل دائرة جهوية ،.
ختاما ، اخوتي الشباب ، تأكدوا بأنكم الرقم الصعب…
أنتم صُناع التغيير …
إذا تحولت المقاطعة إلى مشاركة واعية، فستصنعون البديل الحقيقي،…
فأنتم من سيقرر مستقبل البلاد…
لا المال ولا الإدارة…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة