حاوره علي الكوري
أجرت جريدة نون بوست حوارا مع الشابة بابة اعمر حداد، عضو منظمة الشبيبة الاستقلالية، والمديرة الوطنية ومسؤولة العلاقات الدبلوماسية بمنظمة الشباب للتعاون الدولي، وسفيرة حركة مواطنون، وعضوة ببرلمان الشباب المغربي لسنة 2024، والمديرة الوطنية للغرفة الفتية الدولية JCI بالعيون، وفاعلة دبلوماسية شابة.
ويأتي هذا الحوار على هامش مشاركتها في أشغال مجلس الشباب العربي الإفريقي، حيث مثلت المملكة المغربية ضمن الوفد الرسمي المشارك في هذا الحدث القاري الهام. تناول اللقاء مسارات العمل الشبابي والدبلوماسي، ورسائل المؤتمر المتعلقة بدور الشباب في ترسيخ قيم السلام والتنمية، إلى جانب المواقف الواضحة تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وموقف الشباب العربي والإفريقي من المحاولات الفاشلة لفرض كيان وهمي داخل المجلس.
1 ) بابة اعمر حداد، بصفتك ممثلة للمملكة المغربية وفاعلة شبابية داخل مجلس الشباب العربي الإفريقي، ما الذي تمثله لكم المشاركة في هذا الحدث القاري، وما هو الهدف الأبرز الذي حرصتم على تحقيقه من خلالها؟
تمثل مشاركتنا باسم منظمة الشبيبة الاستقلالية اهمية بالغة في مؤتمر الشباب العربي والإفريقي الذي نظمه مجلس الشباب العربي والإفريقي والذي تعتبر فيه الشبيبة الاستقلالية من الاعضاء المؤسسين والفاعلين بقوة وتتحمل مسؤولية الامين العام المساعد ومنسق شمال إفريقيا والمهجر
هذا المؤتمر الذي جمع أكثر من 1500شاب وشابة من 47 دولة بالقارة الإفريقية والعالم العربي بالإضافة إلى الشباب الأوغندي من مختلف الولايات، شكل فرصة لتعزيز صوت الشباب المغربي في هذا الفضاء العربي والإفريقي.
ولقد حرصنا من خلال هذه المشاركة على إبراز دور الشباب المغربي في التنمية المستدامة، السلام، والابتكار الاجتماعي والسياسي، وكذلك على تأكيد مكانة المملكة المغربية وخصوصا أقاليمها الجنوبية كمساهم رئيسي في ترسيخ قيم الوحدة والتضامن الإقليمي. كما كان الهدف الأساسي هو تمكين الشباب من التعبير عن رؤاهم وأفكارهم ومبادراتهم، وإظهار قدرة الشباب على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للتنمية والتعاون المشترك
2 ) ما أبرز الرسائل التي حملها هذا المؤتمر بخصوص دور الشباب في ترسيخ قيم السلام والتنمية داخل القارتين العربية والإفريقية؟
إن مجلس الشباب العربي والإفريقي الذي تأسس في 9مارس2004 بالسودان اتخذ الشباب والوحدة والسلام والتنمية شعارا له ومبادئ لامحيد عنها.
وقد حمل المؤتمر رسائل قوية تؤكد على الدور المحوري للشباب في ترسيخ قيم السلام والتنمية داخل القارتين العربية والإفريقية، باعتبارهم صناع المستقبل وقوة فاعلة في بناء مجتمعات أكثر عدل واستقرارا. وقد شدد المشاركون على ضرورة الاستثمار في التعليم والتكوين وبناء القدرات لتمكين الشباب من الإسهام في الابتكار وريادة الأعمال والمبادرات التنموية. كما أبرز المؤتمر أهمية الشباب كجسر للتواصل والتقارب الثقافي بين الشعوب العربية والإفريقية، ودعا إلى تعزيز مشاركتهم في صنع القرار وصياغة السياسات العمومية بما يضمن إدماج رؤيتهم في قضايا السلم والأمن والتنمية المستدامة.
وأكدت مداولات المؤتمر كذلك على القيم المشتركة التي تجمع القارتين، وفي مقدمتها التضامن والتسامح والعدالة والتعاون جنوب-جنوب، مع التشديد على مسؤولية الأجيال الصاعدة في الدفاع عن القضايا العادلة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية. ودعا المؤتمر إلى إحداث منصات شبابية عربية إفريقية دائمة، تعنى بتبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات السلام، والمناخ، والتحول الرقمي، والتنمية المجتمعية، بما يُجسد روح الأخوة والوحدة بين شباب العالمين العربي والإفريقي. ومن بين هذه المنصات التي سيتم إطلاقها قريب مرصد أفرابيا لبناء السلام
3) كيف قوبل قرار رفض عضوية ما يسمى بـ“البوليساريو”، وما هي دلالاته على مستوى المواقف الشبابية العربية والإفريقية تجاه وحدة أراضي المملكة المغربية؟
إن العضوية في مجلس الشباب العربي والإفريقي مفتوحة أمام المجالس الوطنية للشباب وشبيبات الأحزاب السياسية والمنظمات العاملة في المجال التطوعي والعناية بالأشخاص في وضعية إعاقة. ويشترط لقبول عضويتها أن الانتماء لإحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية معا
وبناء على ذلك وافق أعضاء المجلس العام بالإجماع على قرار رفض الدكتور عبد الهادي الحويج رئيس مجلس الشباب العربي والإفريقي وكافة أعضاء اللجنة التنفيذية طلب عضوية الجمهورية الوهمية الذي تقدم به وفد حزب جبهة المستقبل الجزائرية التي لم تتقدم خلال هذا الاجتماع بطلب عضويتها لتمثيل الجزائر بعد انهيار الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية.
وهذا ما يعتبر تعبيرا واضحا عن التزام الشباب بمبادئ الوحدة الترابية واحترام سيادة الدول الأعضاء.
ويحمل هذا الموقف دلالات قوية على وعي الأجيال الجديدة بخطورة النزعات الانفصالية على استقرار القارتين، وعلى إيمانها العميق بوحدة المغرب الترابية وبأهمية الحلول السلمية الواقعية في إطار السيادة الوطنية. وكذا باحترام القوانين والمعايير الأساسية لعضوية مجلس الشباب العربي الإفريقي.
باختصار، هذا القرار أكد وحدة المواقف الشبابية حول دعم المغرب في حماية أراضيه وسيادته الوطنية
4) خلال اليوم الثاني، لمسنا حضورا قويا للقضية الفلسطينية في النقاشات، كيف عبّر الشباب المشاركون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني؟
عبر الشباب المشاركون في هذا الحدث الشبابي الهام عن تضامنهم العميق مع الشعب الفلسطيني من خلال كلماتهم ومداخلاتهم التي أكدت أن القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية للعالمين العربي والإفريقي، ورمزا للنضال من أجل الحرية والعدالة.
كما شددوا على رفضهم القاطع لكل أشكال الاحتلال والتمييز، ودعوا إلى توحيد الجهود الشبابية والإعلامية لنصرة فلسطين والدفاع عن حقوق شعبها المشروعة، مع التأكيد على أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة
5) في ختام الفعاليات، عقدت سهرات فنية وثقافية جمعت الوفود المشاركة؛ كيف أسهمت هذه اللقاءات في تعزيز التقارب والتعاون بين الشباب العربي والإفريقي؟
أسهمت السهرات الفنية والثقافية في خلق أجواء من الانفتاح والحوار غير الرسمي، مما أتاح للشباب التعرف على ثقافات بعضهم البعض وتعزيز أواصر الصداقة والتفاهم. كما كانت منصة لتعزيز روح التعاون والتآلف بين المشاركين، وتأكيد أن الثقافة والفن يمكن أن يكونا أدوات فعالة لترسيخ السلام والوحدة والتقارب بين الشعوب. هذه اللقاءات عززت التواصل بين الشباب على مستوى شخصي ومهني، وفتحت آفاقًا لمبادرات مشتركة مستقبلية على الصعيدين العربي والإفريقي. فمن خلال الموسيقى والرقصات والأنشطة التراثية، اكتشف المشاركون غنى التنوع الثقافي بين الجانبين، ما عزز روح الصداقة والتعاون، وكرّس الإحساس بالانتماء إلى فضاء مشترك يقوم على قيم السلام والوحدة والتكامل الإفريقي العربي.
اختتمت الشابة بابة اعمر حداد حديثها بالتأكيد على أن المشاركة المغربية في هذا الحدث القاري لم تكن مجرد حضور رمزي، بل كانت تجسيدًا فعليًا لانخراط الشباب المغربي في الدينامية الإقليمية الرامية إلى بناء مستقبل عربي إفريقي مشترك يقوم على أسس السلام والتنمية والوحدة.
وأضافت أن الشبيبة الاستقلالية، من موقعها داخل مجلس الشباب العربي والإفريقي، ستواصل العمل من أجل ترسيخ صوت الشباب المغربي والدفاع عن القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الوحدة الترابية للمملكة، مع تعزيز التعاون جنوب–جنوب وبناء جسور التواصل بين الأجيال الصاعدة في القارتين.
وختمت بدعوة الشباب العربي والإفريقي إلى الإيمان بقدرتهم على صناعة التغيير الإيجابي، والتحلي بروح المبادرة والمسؤولية، لأن مستقبل القارتين لن يُبنى إلا بسواعد شبابها المؤمنين بالسلام والعدالة والتنمية المشتركة.