نون بوست علي الكوري
تشهد عدة أحياء بمدينة كلميم منذ ايام تراكما لافتا للأزبال والنفايات المنزلية، حيث تحولت الشوارع والزوايا إلى نقط سوداء تنبعث منها روائح كريهة تخنق الساكنة وتثير استياءهم، خصوصا قرب المؤسسات التعليمية التي يفترض أن توفر بيئة صحية وآمنة للتلاميذ.
ويأتي هذا الوضع المقلق في سياق تداعيات فسخ العقد الذي كان يربط جماعة كلميم بشركة “أوزون” المفوض لها تدبير قطاع النظافة، ما جعل المدينة تدخل مرحلة ارتباك إداري وميداني غير مسبوق. فغياب الشركة تزامن مع ضعف الإمكانيات الذاتية للجماعة التي لا تتوفر على أسطول أو موارد بشرية كافية لمواجهة حجم النفايات اليومية.
عدد من المواطنين عبروا عن سخطهم من المشهد الذي وصفوه بـ”المؤسف”، مؤكدين أن الأحياء السكنية أصبحت مهددة بيئيا وصحيا، في ظل تراكم الأزبال وبقاء الحاويات ممتلئة دون جمعها منذ أيام، وهو ما يضر بجمالية المدينة وصحة السكان على حد سواء.
من جهتهم، يرى بعض الفاعلين المحليين أن ما يحدث يعكس هشاشة تدبير ملف النظافة، ويطرح تساؤلات حول غياب خطة بديلة لتأمين استمرارية هذا المرفق الحيوي بعد فسخ العقد، خاصة وأن كلميم تعد مركزا جهويا يفترض أن يعكس صورة حضرية لائقة.
كما دعا مهتمون بالشأن المحلي المجلس الجماعي إلى الإسراع في إيجاد حل عاجل ومستدام، سواء عبر التعاقد مع شركة جديدة أو تسخير إمكانيات إضافية مؤقتة لتجاوز الأزمة الحالية التي باتت تهدد الساكنة في حياتها اليومية.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: إلى متى ستظل مدينة كلميم تغرق في الأزبال دون تدخل حقيقي يعيد للنظافة مكانتها كخدمة أساسية وحق من حقوق المواطن؟
