نون بوست علي الكوري
شهدت أروقة الأمم المتحدة بنيويورك تجديدا قويا لمواقف الدعم الثابتة من دول الخليج العربي تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وذلك خلال جلسات اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025. فقد أكدت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر، في مداخلاتها الرسمية، مساندتها الكاملة لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 كحل سياسي واقعي ومتوافق عليه لقضية الصحراء المغربية.
وأكد ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة أن بلاده تجدد دعمها الكامل للمملكة المغربية في سيادتها على الصحراء المغربية، مبرزا أن مبادرة الحكم الذاتي تظل الإطار الأمثل للتسوية السياسية المنشودة، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن. كما نوه المسؤول الإماراتي بالنموذج التنموي الجديد الذي أطلقه المغرب في الأقاليم الجنوبية، والذي ساهم في تحسين مؤشرات التنمية البشرية وخلق دينامية اقتصادية واجتماعية رائدة في المنطقة.
من جانبها، شددت المملكة العربية السعودية على موقفها الثابت والداعم لمغربية الصحراء، مؤكدة في كلمتها أمام اللجنة الرابعة أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل الحل الأكثر جدية ومصداقية، وتحظى منذ 2007 بترحيب مجلس الأمن الدولي في قراراته المتتالية. كما أبرز الممثل السعودي دعم بلاده الكامل للجهود التي يبذلها المغرب والأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي نهائي قائم على التوافق وتحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
أما دولة قطر، فقد وصفت مبادرة الحكم الذاتي المغربية بـ”البناءة” والواقعية، معتبرة إياها أساسا موضوعيا لتسوية نهائية ومستدامة للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وأكد ممثلها أمام اللجنة الرابعة دعم الدوحة المستمر لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، في إطار المسار السياسي القائم على قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار رقم 2756، مع احترام سيادة المغرب ووحدته الترابية.
ويعكس هذا التوافق الخليجي المتجدد، بحسب المراقبين، انسجام الموقف العربي الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وتنامي القناعة الدولية بجدية مقترح الحكم الذاتي كخيار عملي وذي مصداقية لإنهاء نزاع طال أمده. كما يؤكد أن التعاون المغربي الخليجي لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية والسياسية، بل يمتد إلى الدفاع عن القضايا الوطنية المشروعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويؤشر هذا الإجماع، في ظرف إقليمي ودولي متغير، على عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين المملكة المغربية ودول الخليج العربي، المبنية على التضامن المتبادل والدعم الثابت للوحدة الترابية، في انسجام تام مع رؤية الملك محمد السادس القائمة على الحوار، والاستقرار، والتنمية المشتركة في الفضاء العربي والإفريقي.