نون بوست علي الكوري
دعت رئيسة جمعية جهات المغرب، مباركة بوعيدة، خلال مشاركتها في “MAP Town Hall” المنظم اليوم الأربعاء بسلا تحت شعار “تنمية ترابية مندمجة من أجل مغرب صاعد”، إلى العمل على تحسين جاذبية الجهات من أجل استقطاب المزيد من الاستثمارات، في إطار الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة التي تراهن عليها المملكة لتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي متوازن.
وشددت بوعيدة على أهمية تعزيز الكفاءات المحلية من خلال التكوين المستمر، والنهوض بالاستثمار في مجالات البحث العلمي والتنمية والابتكار والتحول الرقمي، لتمكين الجهات من لعب دورها كاملا في مسار التنمية الشاملة للمملكة، مبرزة أن تحقيق التنمية المندمجة يتطلب رؤية تشاركية تجمع بين مختلف الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين والمجتمع المدني.
وأكدت بوعيدة على ضرورة الارتقاء بدور المراكز الجهوية الصاعدة لتكون قادرة على تحديد المشاريع ذات الإمكانات العالية في خلق فرص الشغل والثروة، مشيرة إلى أهمية الرفع من موارد الجهات عبر إصلاح جبائي منصف والبحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم تلك التي توفرها الدولة، بما يعزز استقلالية القرار التنموي الترابي.
كما أبرزت أهمية التكامل والتنافسية بين الجهات باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للنمو العادل والمتوازن، داعية إلى المضي قدما في مسار اللامركزية الحقيقية، وتزويد المجالات الترابية بهيئات استشارية جهوية تشمل الشباب والنساء والخبراء، فضلا عن جعل المقاربة التشاركية حجر الزاوية في كل السياسات التنموية، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية.
وتوقفت بوعيدة عند التجربة الرائدة للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس في نونبر 2015، معتبرة إياه نموذجاً ناجحاً في التنمية المجالية، لما أفرزه من مشاريع مهيكلة ونتائج ملموسة على أرض الواقع، مشيرة إلى إمكانية الاستفادة من هذه التجربة كمصدر إلهام للجيل الجديد من البرامج التنموية المندمجة.
ورغم التقدم المحرز وطنيا وما تزخر به الجهات من مؤهلات اقتصادية وبشرية وطبيعية كبيرة، أكدت بوعيدة أن تحديات كبرى ما تزال قائمة، خاصة تلك المتعلقة بفك العزلة وتحقيق القيمة المضافة في المجالات القروية والجبلية، مشددة على أن تجاوز هذه الإكراهات يتطلب التقاء جهود جميع الفاعلين المحليين والجهويين والمؤسسات الوطنية.
كما دعت إلى الانتقال من منطق السياسات القطاعية المنعزلة إلى تدبير ترابي أكثر تكاملا وانسجاما، بهدف جعل الجهات مجالات إنتاجية وتنافسية وشاملة، تسهم في ترسيخ العدالة المجالية وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدة أن نجاح النموذج التنموي الترابي رهين بتفعيل مبادئ الحكامة الجيدة والشفافية والمساءلة.
ويهدف ملتقى “MAP Town Hall”، في صيغته الجديدة التي أطلقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى خلق فضاء للحوار العميق والتبادل البناء بين صناع القرار والخبراء والفاعلين في التنمية، في أفق بلورة نقاش عمومي مستنير وفعّال.
