نون بوست تيزنيت
ستنظم جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة في اليوم الرابع الخامس والسادس (06/05/04) من شهر نونبر من السنة الجارية بمدينة تيزنيت ملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية في دورته الحادية عشرة، بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة وعملا بمقتضيات دستور المملكة الشريفة، الذي يؤكد أن الانتماء الإفريقي يشكل أحد أعمدة الهوية المغربية .
وهو ملتقى نسعى من خلاله إلى الدفاع عن قضية الصحراء المغربية لان الدفاع عنها، هو دفاع عن الهوية الوطنية وهي كما قال جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه الذي ألقاه في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة يوم الجمعة 11 أكتوبر 2013″ ليست فقط مسؤولية ملك البلاد وإنما هي أيضا قضية الجميع مؤسسات الدولة والبرلمان والمجالس المنتخبة وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وجميع المواطنين”. ويقول حفظه الله في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة يوم الجمعة 13 أكتوبر 2023 كما يعد حب الوطن، والإجماع حول الوحدة الوطنية والترابية، من ثوابت المغرب العريقة التي توحد المغاربة والتي تشكل الإطار الذي يجمع كل روافد الهوية الوطنية الموحدة الغنية بتنوعها”.
كما نسعى من خلاله إلى التعريف بالروابط التاريخية والحضارية والثقافية والدينية والروحية والاجتماعية التي جمعت منذ قرون طويلة، المملكة المغربية وإفريقيا. وهذا ما يؤكده جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، ونصره في الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه يوم الأربعاء 06 نونبر سنة 2019 بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة قائلا: ” وقد جعلنا قارتنا، منذ اعتلاننا العرش في صلب سياستنا الخارجية فقمنا بالعديد من الزيارات لمختلف دولها، وتم التوقيع على حوالي ألف اتفاقية تشمل كل مجالات التعاون… كما أننا مسؤولون على مواصلة تعزيز العلاقات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، التي تجمع المغرب بالدول الإفريقية “.
بالإضافة إلى هذا، فإن هذا الملتقى يهدف إلى إبراز تجليات المكون الإفريقي في الهوية الوطنية المغربية. وسيعرف هذا الملتقى تنظيم ندوة علمية دولية في موضوع: ” مراكز الإشعاع الحضاري في إفريقيا ” سيحضرها أساتذة وباحثون ومهتمون بالشأن الإفريقي من المغرب ومن دول افريقية وعربية وأسيوية وأوروبية لأن مراكز الإشعاع الحضاري كانت الفضاء الذي احتضن تراثا متنوعا في العلوم والآداب والفنون والصناعات والعلاقات التجارية والسياسة، وواكب هذا أيضا إرث مشترك في العقيدة والتصوف والفقه والإفتاء دون أن نغفل الإطار العمراني لهذه المراكز الحضرية مدنا كانت أم قرى التي شكلت إلى اليوم بعمرانها وتهيئتها للقضاءات
والمواقع الجغرافية التي كانت موضعا لها مصدرا ومرجعا للبناء والتعمير في مثل هذه الحالات، كما كانت مراكز للتبادل الفكري والثقافي بعيدا عن كل أشكال ومظاهر وسلوكيات التعصب. وقد رعت كل هذا دول وإمبراطوريات أفريقية من غربها وشرقها بالإضافة إلى هذه الندوة الدولية حول ” مراكز الإشعاع الحضاري في إفريقيا ” فإن هذا الملتقى سيعرف أيضا تنظيم معارض للفنون التشكيلية والمخطوطات والوثائق التاريخية والإصدارات الإفريقية المغربية، وحفلات وسهرات لفرق حسانية وأمازيغية وافريقية وفرق للسماع والمديح الصوفي.
إن ما تقوم به الجمعية في هذا السياق يترجم إرادة المغرب لتوطيد العلاقات الثقافية والفكرية مع أشقائه من دول إفريقيا ما دامت القواسم المشتركة بينهم كثيرة ومستمرة التأثير فيهم جميعا. وما إثارة موضوع ” مراكز الإشعاع الحضاري في إفريقيا ” إلا دليل آخر على التزام الجمعية بالهم المغربي و الإفريقي في السياق الدولي.

















