مهرجان تيمولاي للتراث الثقافي والفني.. دورة ثانية تحتفي بالهوية الواحية وتثمن الموروث المحلي

28 أكتوبر 2025
مهرجان تيمولاي للتراث الثقافي والفني.. دورة ثانية تحتفي بالهوية الواحية وتثمن الموروث المحلي

نون بوست                                                  علي الكوري 

تنظم جمعية موكادير للتنمية والتضامن بدعم من المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بجهة كلميم وادنون، وبشراكة مع مجلس جماعة تيمولاي والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي بكلميم، وبتعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان كلميم وادنون، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان تيمولاي للتراث الثقافي، خلال الفترة الممتدة من 31 أكتوبر إلى 2 نونبر 2025 بجماعة تيمولاي. وتأتي هذه التظاهرة الثقافية لتعزيز مكانة الواحة كمجال زاخر بالموروث الثقافي والرمزي، وفضاء يحتضن ذاكرة جماعية عريقة تستحق الاحتفاء والتثمين.

تهدف الدورة الثانية من المهرجان إلى التعريف بالمؤهلات الثقافية والتراثية والفنية التي تميز واحة تيمولاي، وتسليط الضوء على غناها الإبداعي والتاريخي، باعتبارها إحدى الواحات التي تختزن إرثا إنسانيا متنوعا يجسد تفاعلا بين الإنسان والمجال. كما تروم هذه الدورة جعل التراث اللامادي رافعة للتنمية المحلية، من خلال مبادرات عملية تربط بين الأصالة والتجديد، في انسجام تام مع شعار الدورة:

“التراث الثقافي والفني الواحي بتيمولاي.. تراث إنساني متجدد وأصيل”.

 

 

ينطلق البرنامج يوم الخميس 31 أكتوبر 2025 بندوة تكوينية لفائدة الفلاحين حول موضوع “أهمية تشخيص وتحسين خصوبة التربة واعتماد الممارسات الزراعية السليمة في تعزيز مرونة واستدامة نظم الإنتاج الزراعي”، وذلك بقاعة الجماعة، من تأطير الخبيرة إيمان راحو، منسقة برامج الملتقى الإقليمي بكلميم. وفي التوقيت نفسه، تحتضن الثانوية الإعدادية تيمولاي ورشة توعوية لفائدة التلاميذ والتلميذات تحت عنوان “التربية على التراث الثقافي والفني”، تهدف إلى غرس قيم الاعتزاز بالهوية المحلية في نفوس الناشئة.

أما اليوم الثاني، الجمعة 1 نونبر 2025، فيفتتح بمعرض خاص بإصدارات المجلس الوطني لحقوق الإنسان طيلة اليوم بقاعة الجماعة، متبوعا بندوة وطنية في موضوع “التراث الثقافي والفني الواحي بتيمولاي وآفاق الحماية والتثمين”، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين، لتبادل الرؤى حول سبل صون هذا التراث اللامادي والرفع من قيمته التنموية والسياحية. وفي الفترة المسائية، سيتم توقيع العدد الأول من مجلة “روافد وادنون الثقافية” الصادرة عن المركز الجهوي، يليها لقاء فني وتعبيري بساحة الجماعة يجمع بين الإبداع والغناء التراثي الأصيل.

ويتواصل البرنامج في اليوم الثالث، السبت 2 نونبر 2025، بتنظيم زيارات ميدانية لمواقع تاريخية وتراثية وبيئية داخل واحة تيمولاي، بهدف تمكين المشاركين من التعرف عن قرب على الكنوز المادية واللامادية التي تزخر بها المنطقة، فضلا عن إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المهتمين بالتراث والتنمية الواحية.

وتشكل هذه الدورة الثانية، التي تنعقد تحت شعار “التراث الثقافي والفني الواحي بتيمولاي.. تراث إنساني متجدد وأصيل”، محطة نوعية لتعزيز إشعاع تيمولاي كفضاء ثقافي وسياحي واعد، يجسد تلاقح الذاكرة والتاريخ والبيئة في نسيج واحد. كما تسعى إلى إبراز الدور المحوري للتراث في ترسيخ الهوية الوطنية وصون الخصوصية الثقافية للمجال الواحي، باعتباره رافدا من روافد التنمية المستدامة بجهة كلميم وادنون.

وتتميز هذه النسخة بانفتاحها على مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين، من خلال تنظيم ورشات تكوينية، وندوات فكرية، ومعارض، وسهرات فنية، ما يجعلها فضاء تفاعليا يجمع بين المعرفة، الترفيه، والممارسة الميدانية. ويؤكد هذا الانفتاح حرص المنظمين على ترسيخ ثقافة الاعتراف بالتراث كقيمة مجتمعية وإنسانية مشتركة.

وبتنوع فقراته العلمية والفنية، يشكل مهرجان تيمولاي للتراث الثقافي والفني مناسبة للاحتفاء بالإنسان الواحي وبإبداعاته التي راكمها عبر أجيال، واستحضار الذاكرة الجماعية التي تربط أبناء المنطقة بواحتهم الجميلة. وهو بذلك يرسخ مكانته كموعد سنوي يربط بين الماضي والحاضر، ويستشرف آفاق المستقبل بروح متجددة تنهل من الأصالة وتؤمن بجدوى التثمين الثقافي كخيار تنموي متكامل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة