نون بوست علي الكوري
ينجح زورق الإنقاذ “آيت باعمران” التابع لميناء سيدي إفني، مساء الخميس، في تنفيذ عملية إنسانية جديدة، تم خلالها إنقاذ 53 مهاجرا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم تسع نساء ورضيع، بعدما تعطل محرك قاربهم المطاطي على بعد نحو ثلاثين ميلا غرب سواحل المدينة، أثناء محاولتهم الإبحار نحو جزر الكناري. العملية جاءت بعد نداء استغاثة عاجل أطلقه المهاجرون خوفا من الغرق، ليتم التدخل في الوقت المناسب وإنقاذ حياتهم.
وتأتي هذه العملية بعد أقل من أربعٍ وعشرين ساعة من تدخل مماثل لنفس الزورق، الذي أنقذ مساء الأربعاء 28 شخصا، من بينهم عشرة مغاربة وثمانية عشر مهاجرًا من دول جنوب الصحراء، من ضمنهم سيدة ورضيعة، بعد تعطل قاربهم في عرض البحر على بُعد ستة أميال جنوب غرب سيدي إفني. جهود متواصلة تبرز حجم الضغط الذي تواجهه فرق الإنقاذ بالمنطقة في ظل تزايد رحلات “قوارب الموت” بشكل لافت خلال الأسابيع الأخيرة.
ويعكس تكرار هذه العمليات تزايد نشاط الهجرة غير النظامية عبر سواحل سيدي إفني، التي باتت تستغل كنقطة انطلاق رئيسية نحو “الوهم الأوروبي”، في وقتٍ تتصاعد فيه المخاطر الإنسانية المرتبطة بهذه الرحلات. فالقوارب المتهالكة، والاكتظاظ، وغياب وسائل السلامة تجعل من كل رحلة مغامرة محفوفة بالموت، ما يستدعي تدخلا عاجلا للحد من هذه الظاهرة ومواجهة شبكات التهريب التي تستغل يأس المهاجرين.
لكن الجانب المقلق في عملية الخميس تمثل في الفوضى التي أحدثها بعض المهاجرين أثناء عملية الإنقاذ، إذ أقدم عدد منهم على سلوكيات عنيفة تجاه طاقم زورق “آيت باعمران” في محاولة للتمرد بعد فشل رحلتهم. الموقف تطلب تدخلا سريعا من البحرية الملكية لتأمين الطاقم وضمان سلامة الجميع إلى حين رسو الزورق بميناء سيدي إفني. مشهد يعكس صعوبة المهام الإنسانية التي تؤديها أطقم الإنقاذ، بين إنقاذ الأرواح ومواجهة الانفعالات غير المتوقعة في عرض البحر.