نون بوست علي الكوري
تمكن عدد من الكسابة بمدينة الداخلة من كشف شبكة إجرامية تنشط في سرقة الإبل ونحرها بشكل غير قانوني، بعد أن لاحظوا اختفاء متكررا لعدد من رؤوس ماشيتهم في ظروف غامضة. الشكوك التي راودت المتضررين دفعتهم إلى التوجه نحو مركز الدرك الملكي بالمدينة، حيث تم تقديم بلاغ رسمي فتح الباب أمام تحقيق معمق لكشف ملابسات القضية.
وبناءً على المعطيات التي وفرها المشتكون، باشرت عناصر الدرك الملكي تحرياتها الميدانية بشكل مكثف، ما مكنها من تحديد هوية عدد من المشتبه فيهم الذين كانوا ينشطون في أطراف المدينة. التحريات قادت إلى اكتشاف مكان تم فيه نحر ناقة في ظروف غير قانونية، تمهيدا لنقل لحومها إلى المدينة بغرض بيعها في السوق السوداء دون أي مراقبة صحية.
وأفادت المصادر أن هذه الشبكة تعتمد أسلوبا محكما يقوم على استهداف القطعان المتواجدة في المراعي البعيدة ليلا، قبل نقل الإبل المسروقة إلى مناطق نائية يتم فيها ذبحها بعيدا عن الأعين، ومن ثم توزيع لحومها على تجار غير مرخصين. وهي ممارسات تشكل خطرا مباشرا على صحة المستهلكين، نظرا لغياب المراقبة البيطرية وشروط السلامة.
وأوضحت المعطيات ذاتها أن العملية الأخيرة مكنت من حجز مجموعة من الأدوات المستعملة في الذبح والتقطيع، إلى جانب وسائل نقل استعملت في تهريب اللحوم نحو المدينة، فيما تم فتح تحقيق لتحديد جميع المتورطين المحتملين في هذه الأنشطة غير القانونية، سواء من داخل الشبكة أو من المتعاونين معها.
وخلفت الواقعة استياء كبيرا في صفوف الكسابة وسكان مدينة الداخلة، الذين أعربوا عن ارتياحهم للتفاعل السريع لعناصر الدرك الملكي مع البلاغات التي قدمت لهم، مشيدين بالمهنية العالية التي أبانت عنها السلطات خلال عملية التتبع والتدخل.
وطالب الفاعلون المحليون بتعزيز المراقبة الأمنية بمحيط المراعي والمناطق الرعوية التي تعرف نشاطا مكثفا للرعي، مؤكدين أن حماية الثروة الحيوانية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود السلطات والمجتمع المحلي، للحد من مثل هذه الجرائم التي تمس الأمن الغذائي وتعرض صحة المواطنين للخطر.
