نون بوست علي الكوري
أثار الفاعل السياسي والجمعوي يوسف أزركان نقاشا واسعا من خلال تدوينة نشرها على صفحته بـ”فيسبوك”، تناول فيها واقع التنمية بجهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، في أعقاب أسبوع وصفه بالمليء بالمفارقات.
وسلط أزركان الضوء على زيارات قادة الأحزاب إلى المنطقتين للتأكيد على التزامهم بمواصلة ورش التنمية، والاستعداد للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، لكنه بالمقابل لم يغفل التذكير بأزمة ندرة المياه غير الصالحة للشرب التي تعاني منها الساكنة، ما يعكس الفجوة بين الشعارات المرفوعة والواقع المعيش.
وأشار في تدوينته إلى أن مدنا مثل السمارة وبعض البلديات، وحتى الداخلة، يصعب على أي عاقل أن يصدق أنها استفادت من عجلة التنمية، في ظل استمرار معاناة المواطنين مع أبسط شروط العيش الكريم.
وأعاد أزركان عبر تدوينته فتح ملف التنمية بالتزامن مع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة، داعيا إلى أن تكون المناسبة محطة تقييم فعلية لما تحقق، عوض أن تظل لحظة احتفالية خالية من أي مراجعة موضوعية.
وتوقف عند النموذج التنموي الخاص بالجهتين، الذي انطلق قبل عشر سنوات برصد استثمارات بلغت 7700 مليار سنتيم، متسائلا عن مدى انعكاس هذه الكلفة الهائلة على سكان العيون والداخلة، وهل فعلا حققت النتائج المرجوة في قطاعات الماء، الصحة، التعليم، والشغل.
وانتقد أزركان بشدة الاكتفاء بالأرقام الضخمة والزيارات الرسمية التي لا تغير من واقع المواطنين شيئا، مؤكدا أن التنمية لا تُقاس بالخطابات، بل بما يلمسه المواطن في حياته اليومية من خدمات وفرص عيش أفضل.
وأعلن في ختام تدوينته عن لقاء مباشر سيبثه على صفحته مساء الأحد، مخصص لمناقشة موضوع التنمية بجهتي العيون والداخلة، والنموذج التنموي بعد عشر سنوات من إطلاقه، في خطوة تستهدف إشراك الرأي العام في تقييم الحصيلة.
وبذلك، وجه أزركان رسالة صريحة إلى الفاعلين السياسيين والمؤسسات المعنية بأن التنمية لا تعني الترويج لمشاريع على الورق، بل تقتضي قياس أثرها الفعلي على حياة الناس، وهو النقاش الذي يظل مفتوحا في انتظار أجوبة مقنعة.