انتفاضة آيت باعمران 7 يونيو 2008: مسارات ومتاهات

7 يونيو 2021
انتفاضة آيت باعمران 7 يونيو 2008: مسارات ومتاهات
انتفاضة آيت باعمران  7 يونيو 2008: مسارات ومتاهات

بقلم عبد الله بوشطارت

تحل علينا الذكرى 13 لأول انتفاضة شعبية في العهد الجديد، ونحن نتسائل عن المنهجية التي يمكن بها قراءة وتحليل تلك الانتفاضة، بعد مضي حوالي 13 سنة عن إنطلاق شرارتها. وإن كان ذلك يتطلب عبور مسالك منهجية وعلمية من عدة تخصصات مختلفة لقياس وتفكيك تلكم الانتفاضة بمقاييس متكاملة، بدءا بالتاريخ في فهم علاقة آيت باعمران بالمخزن، والتي كانت الضلع الأبرز لامارة تازروالت وعيونها الساحلية التي لا تنام في مراقبة البحر. وعلم السياسة والاجتماع في رصد مدى نجاع الدولة الوطنية في تحقيق ما تتبجح به من رفاه وفي رصد علائق المجتمع بالدولة عبر قنوات وروابط متعددة مؤسساتية وإدارية وأمنية واقتصادية. ثم انثروبولوجيا عبر الخوض في السلوك الجماعي والمشترك الرمزي وروح الانتماء داخل تكتل آيت باعمران قبل وأثناء وبعد الانتفاضة.

لنترك هذه الأمور البحثية إلى حين تنضج لها الظرفية والمقام.
ونقترح قياس ذاكرة انتفاضة آيت باعمران بدراسة مصير أشخاص كانوا فاعلين أساسيين في تلك الانتفاض؛ وموقعهم الآن في المسؤولية والسياسة، وهي :
-شكيب بنموسى: الوزير في الداخلية اشرف على مواجهة الانتفاضة بتلك الطريقة العنيفة، خرج من الوزارة وعين في السفارة المغربية في باريس، ثم عين على رأس اللجنة المكلفة بصياغة المشروع التنموي الجديد، الذي قدمه مؤخرا.
هل يمكن لهذا النموذج أن يحظى بالثقة والمصداقية على ضوء ذكرى 7 يونيو 2008؟

  • الجنرال حميدو العنكري، احد أهم رجال الدولة َوالجهاز الأمني، خلال العهد الجديد، كان مديرا عاما للامن الوطني ومديرا لمراقبة التراب الوطني وسلك مهام ديبلوماسية واستخبارتية هامة، وتم الحاقه بعد انتفاضة آيت باعمران على القيادة الجهوية للقوات المساعدة باكادير، وتعرض لحادثة سير في شتنبر 2011 في الطريق السيار بالقرب من مدينة سطات، وقيل أنه اصيب بجروح خطيرة، واختفى عن الانظار؛
  • عباس الفاسي، كان وزيرا أولا للحكومة أثناء قيام الانتفاضة، نكر في البداية وجود أي قمع لأي انتفاضة في إفني، تم إسقاط حكومته على أثر انتفاضة 20 فبراير، وازيح في الأمانة العامة لحزب الاستقلال، وجيء بحميد شباط. خارج سلالة أهل فاس المحتكرة للعمل السياسي والاقتصاد وحزب الاستقلال. وكانت انتفاضة آيت باعمران في 2008 من أسباب ظهور حزب البام بقيادة عالي الهمة من بنگرير عاصمة قبائل الرحامنة، والصحراء “بيد الله” والريف مجموعة إلياس العماري؛ وكان البام يريد كسر هيمنة آيت فاس على الحزبية والسياسة، واستعاب الأطراف.
    عزيز أخنوش، كان رئيسا لجهة سوس ماسة درعة 2007، سابقا، حيث كانت سيدي افني وايت باعمران تابعين لها في إقليم تزنيت، وعين حديثا على وزارة الفلاحة والصيد البحري، هذا الأخير كان هو السبب في تفجير الانتفاضة، لأن شرارتها انتقلت من احتجاج الشباب في ميناء المدينة. أخنوش لعب أدوارا سرية كبيرة بعد الانتفاضة وبعد اعتقال زعمائها في السجن، وقيل آنذاك انه مكلف بدور الوساطة. أخنوش استقطب استاذ التعليم الابتدائي آنذاك كان ينتمي لحزب الاحرار، إبن مدينة سيدي افني، ولم يكن ضمن نشطاء ولا في قيادة الانتفاضة، وقام بتشغيله في ديوان وزارة الفلاحة، وتم تنصيبه على رأس اللائحة الوطنية للشباب لحزب الاحرار، وأصبح نائبا برلمانيا منذ 2016، ويشتغل حاليا مديرا مركزيا لمقر الحزب بالرباط، لتكون له الصفة والعضوية في المكتب السياسي. كما تم الإعلان رسميا أنه هو نفسه مرشح عزيز أخنوش في دائرة سيدي افني، بعد أن عينه كاتبا إقليميا لحزب الاحرار، وهو الحزب الذي لم يكن له حضور سياسي قبل إندلاع الانتفاضة.

_ مصير ومسار المعتقلين وزعماء الحراك، تم ازاحتهم جميعا من المؤسسات المنتخبة التي تحملوا فيها المسؤولية بعد الإفراج عنهم، وفقا لشروط الإفراج آنذاك تم دفعهم للترشح في الانتخابات. لكن بعد وصولهم إلى المسؤوليات تمت ازاحتهم، بدءا بالوحداني الذي ازيح من رئاسة البلدية وارجاعه للسجن، ثم إزاحة محمد عصام عن البرلمان بعد فوزه بالمقعد بجدارة واستحقاق.. أما الاستاذ سبع الليل ابراهيم، فقد اختار “المنفى الاختياري” بعد خروجه من السجن، والهجرة إلى كندا والاستقرار بها…( اعتذر عن عدم ذكر بقية اسماء معتقلي الانتفاضة)…
ولا حظتم كيف كان مصير نشطاء انتفاضة آيت باعمران بعد خروجهم من السجن، ومصيرهم الان بعد انتخابهم بكل شعبية وديموقراطية، وازاحتهم منها.. . ولا حظتم أيضا كيف استطاع أخنوش أن يثبت حزبه في مدينة سيدي افني عاصمة آيت باعمران، بمهارة عالية واثقان عبر آلية وزارة الفلاحة، بعد 7 سنوات فقط من إنطلاق الانتفاضة… بعد أن كان تهريب الأسماك والثروة البحرية لايت باعمران هو سبب الانتفاضة…
من قال أن كل انتفاضة تأكل نفسها بنفسها…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة