
قد لا يعني لكثيرين ممن صاروا يحسبون اليوم على سيدي إفني (الاقليم و المدينة/الادارة و السلطة) أي شيء..كما قد لا يرى كثير منا ، نحن -القابضين-على جمر الحلم قبل 14 سنة من الآن، أي رابط بينه و بين ما صارت إليه احوال المدينة و الإقليم…
لكن واجب أمثالي ، أن يضعوا هذا الرابط.. و ان يُذكِّروا حين لا يرغب أو يَأْمَن أحد من هؤلاء أو هؤلاء “نعمة” التذكير..
فقبل 14 سنة ، وفي مثل هذا اليوم ، نشأ أول احتكاك مباشر و عنيف بين الناس و السلطة في إفني..احتكاك أريد له أن يكون كذلك بعدما لم تستجب السلطة و لم ير رجالها آنذاك أي داع لتغيير الوضع بناء على انتفاضة الناس السلمية قبلها بثلاثة اشهر…
كان حلم حركة الناس ،مجرد تنمية…لا غير.
و لأنها لم تكن حركة “عدمية” ، فإنها حملت معها نقاط الحل الخمسة.
ــــــــــــ
بعدها بسنوات ، و بعدها بسوء تقدير أيضا ، قررت السلطة ذاتها أن “تمنح” ما طلب منها ..و بالشكل الذي أرادته طبعا..و يكفينا النظر الى ما حلمنا به و طلبناه لنعرف و نعي حقيقة ذلك. و أصبح لسيدي إفني إقليم و “عمالة” ، وفق شروط جغرافية و ديمغرافية يصعب أن نتنبأ له بشيء آخر غير الفشل.
______
بدون مزايدات ، لأنها “موضة قديمة” ، فقد أثبت هذا الخيار فشلا ذريعا ضمن كل الفشل الذي عرفه النموذج التنموي برمته في البلاد و الذي ناقشته الخطب الرسمية في عليا تجلياتها. و لم يعد بإمكان أحد أن يزايد علينا بأن الوضع صار أحسن في إطار كل صيغ “التنمية” التي أثبتت فشلها و تبحث لها عن نموذج تنموي جديد يتجاوز “الخيارات” التي انتجت الأزمة بــواجهة الازدهار.
______
إقليم سيدي إفني نموذج قوي لهذا الفشل ، فالتنمية لم تصل الى كل المواطنين فيه ، و إلى كل “المشاريع” التي تم التسويق لها و تم الإحتفاء بها و أخذت الصور “لتؤرخ” نجاحات وهمية لكل من مروا ومن هم عابرون فى كلامهم العابر منه… و لعل الذين صفقوا للخطاب الرسمي الأخير يعلمون علم اليقين أنهم معنيون بكل تأكيد بكل ما حمله من نقد واع للتجربة ،بنموذجها و بــ”الأطر” الكفؤة اللازمة لنسخها و بداية نموذج تنموي جديد يستفيد منه كل المواطنين و تؤطره كفاءات.
______
ماذا جنينا إذن طوال هذه السنوات بعد الحلم في 22 ماي 2005 ثم في 7غشت 2005 غير “يافطة” معلقة مكتوب عليها “إقليم سيدي إفني” و مهرجانين فاشلين لا يقدمان أو يؤخران وكثير من التصفيق و الصور و الأرقام التي لا معنى لها بلا دليل واقعي على وصولها الى المواطنين وتأثيرها في حياتهم.!
لم يكن ابدا ذنب الإفناويين حين انتفضوا في ذات التاريخ ، بل كان الذنب لمسيئي التقدير حينها حين اوصلوا المدينة و المنطقة الى ما آلت إليه في جرح السبت الأسود 7يونيو 2008 ، و ذنب مسيئي التدبير التنموي لما بعد 2010 حين تداركت “الدولة” (وفق رؤيتها المغايرة بالطبع) الخطأ في ذاك التقدير و التدبير يوم أحدثت الإقليم…
______
أعتقد أننا لا نؤشر على نهاية مرحلة ، بل نعيش نقدا ذاتيا لمرحلة مر فيها الوطن بكامله بخصوص التنمية في البلاد كانت لأعلى سلطة في البلاد الإرادة و الشجاعة لنقدها ، و نتمنى – تبعا لذلك – ان يشيع الأمل بشيء واحد (على ربي):
أن يقر كل الذين مروا في تدبير إقليم إفني و مرافقه و قطاعاته و “تنميته” بنصيبهم من الفشل (ولو مع ذواتهم)، و ينظروا مرة واحدة فقط -دون نظارات الزيف- إلى الواقع كما هو..و إلى الأرقام كما هي .. و إلى أخطائهم كما هي…و إلى أملنا المتبقي و لو بعد نصف جيل تقريبا عن 7 غشت 2005.
فسيدي إفني المدينة و الاقليم بمؤهلاتهما يستحقان وضعا أحسن و تنمية أفضل…
محمد المراكشي،
مع التحية.
Bravo, Mr. Mohamed
Très bien dit