لم يحلم الإفناويون بإقليم فاشل!

7 أغسطس 2019
لم يحلم الإفناويون بإقليم فاشل!

C8A62D84-7FBE-448C-BBC2-7A9E8001D651

قد لا يعني لكثيرين ممن صاروا يحسبون اليوم على سيدي إفني (الاقليم و المدينة/الادارة و السلطة) أي شيء..كما قد لا يرى كثير منا ، نحن -القابضين-على جمر الحلم قبل 14 سنة من الآن، أي رابط بينه و بين ما صارت إليه احوال المدينة و الإقليم…

لكن واجب أمثالي ، أن يضعوا هذا الرابط.. و ان يُذكِّروا حين لا يرغب أو يَأْمَن أحد من هؤلاء أو هؤلاء “نعمة” التذكير..

فقبل 14 سنة ، وفي مثل هذا اليوم ، نشأ أول احتكاك مباشر و عنيف بين الناس و السلطة في إفني..احتكاك أريد له أن يكون كذلك بعدما لم تستجب السلطة و لم ير رجالها آنذاك أي داع لتغيير الوضع بناء على انتفاضة الناس السلمية قبلها بثلاثة اشهر…

كان حلم حركة الناس ،مجرد تنمية…لا غير.

و لأنها لم تكن حركة “عدمية” ، فإنها حملت معها نقاط الحل الخمسة.

ــــــــــــ

بعدها بسنوات ، و بعدها بسوء تقدير أيضا ، قررت السلطة ذاتها أن “تمنح” ما طلب منها ..و بالشكل الذي أرادته طبعا..و يكفينا النظر الى ما حلمنا به و طلبناه لنعرف و نعي حقيقة ذلك. و أصبح لسيدي إفني إقليم و “عمالة” ، وفق شروط جغرافية و ديمغرافية يصعب أن نتنبأ له بشيء آخر غير الفشل.

______

بدون مزايدات ، لأنها “موضة قديمة” ، فقد أثبت هذا الخيار فشلا ذريعا ضمن كل الفشل الذي عرفه النموذج التنموي برمته في البلاد و الذي ناقشته الخطب الرسمية في عليا تجلياتها. و لم يعد بإمكان أحد أن يزايد علينا بأن الوضع صار أحسن في إطار كل صيغ “التنمية” التي أثبتت فشلها و تبحث لها عن نموذج تنموي جديد يتجاوز “الخيارات” التي انتجت الأزمة بــواجهة الازدهار.

______

إقليم سيدي إفني نموذج قوي لهذا الفشل ، فالتنمية لم تصل الى كل المواطنين فيه ، و إلى كل “المشاريع” التي تم التسويق لها و تم الإحتفاء بها و أخذت الصور  “لتؤرخ” نجاحات وهمية لكل من مروا ومن هم عابرون فى كلامهم العابر منه… و لعل الذين صفقوا للخطاب الرسمي الأخير يعلمون علم اليقين أنهم معنيون بكل تأكيد بكل ما حمله من نقد واع للتجربة ،بنموذجها و بــ”الأطر” الكفؤة اللازمة لنسخها و بداية نموذج تنموي جديد يستفيد منه كل المواطنين و تؤطره كفاءات.

______

ماذا جنينا إذن طوال هذه السنوات بعد الحلم في 22 ماي 2005 ثم في 7غشت 2005 غير “يافطة” معلقة مكتوب عليها “إقليم سيدي إفني” و مهرجانين فاشلين لا يقدمان أو يؤخران وكثير من التصفيق و الصور و الأرقام التي لا معنى لها بلا دليل واقعي على وصولها الى المواطنين وتأثيرها في حياتهم.!

لم يكن ابدا ذنب الإفناويين حين انتفضوا في ذات التاريخ ، بل كان الذنب لمسيئي التقدير حينها حين اوصلوا المدينة و المنطقة الى ما آلت إليه في جرح السبت الأسود 7يونيو 2008 ، و ذنب مسيئي التدبير التنموي لما بعد 2010 حين تداركت “الدولة” (وفق رؤيتها المغايرة بالطبع) الخطأ في ذاك التقدير و التدبير يوم أحدثت الإقليم…

______

أعتقد أننا لا نؤشر على نهاية مرحلة ، بل نعيش نقدا ذاتيا لمرحلة مر فيها الوطن بكامله بخصوص التنمية في البلاد كانت لأعلى سلطة في البلاد الإرادة و الشجاعة لنقدها ، و نتمنى  – تبعا لذلك – ان يشيع الأمل بشيء واحد (على ربي):

أن يقر كل الذين مروا في تدبير إقليم إفني و مرافقه و قطاعاته و “تنميته” بنصيبهم من الفشل (ولو مع ذواتهم)، و ينظروا مرة واحدة فقط -دون نظارات الزيف- إلى الواقع كما هو..و إلى الأرقام كما هي .. و إلى أخطائهم كما هي…و إلى أملنا المتبقي و لو بعد نصف جيل تقريبا عن 7 غشت 2005.

فسيدي إفني المدينة و الاقليم بمؤهلاتهما يستحقان وضعا أحسن و تنمية أفضل…

محمد المراكشي، 

مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • Ifni 2005-2019
    Ifni 2005-2019 7 أغسطس 2019 - 10:27

    Bravo, Mr. Mohamed
    Très bien dit

الاخبار العاجلة