
الكتاب عبارة عن قصص مصورة للكاتب “خايمي مارتن ” يحكي فيه قصة والده التي دامت 18شهرابسيدي افني، ومعاناته من الطبيعة والقهر ونظام فرانكو الذي ارسله الى جنوب المغرب ، وهو أيضا سرد لقصة رجل عاش تحت حكم جنرال مستبد (فرانكو) وفي عالم يحكمه نظام اجتماعي قهري يخضع لضغوط دينية وعسكرية لدولة مستبدة على بعد سنوات ضوئية من اسبانيا التي نعرفها اليوم ، والكتاب باختصار هو قصة جيل كان يحلم بأروبا متطورة ويعشق أغاني “البيتلز ” والكوكاكولا والسينما ، جيل وجد نفسه رهينة ديكتاتورية عفا عليها الزمن الى ان وجد نفسه في أتون حرب غامضة وغير عادلة و” عدو” لا يظهر أبدا.
والكتاب قصة لقصص متناثرة تجري احداثها على ارض سيدي افني في نهاية الخمسينات وبداية الستينات ، بسرده الفكاهي تصل بنا الى نغمة روائية وإيقاع ليس سهلا بحيث تجعلنانعود الى الماضي عبر صور حقيقية (تنشر لأول مرة على “نون بوست) لتعطي صورة لما كانت عليه سيدي افني بتلك الحقبة. بسرد تاريخي ومراوغات نوعية للمخيال الذاتي.
المؤلف : Jaime Martín والكتاب من 160 صفحة .
نبذة قصير عن المؤلف
بدا الرسم سنة 1985في المجلات الفكاهية ،وأغلب مؤلفاته ذات طابع ساخر المفعم بالنقد الاجتماعي مثل ” أبناء العم” و “الدائرة المظلمة ” و ” الجحيم 2004″ “ما تجلبه الرياح ” 2008 و “كل غبار الطريق “2010 و” الحروب المنسية 2013″
شذرات من الكتاب:
يقول ” خايمي مارتن ” على لسان والده ” إنني أعلم أنني لا أحب أن أقتل من أجل عمل سياسي أو تحت ظل أية راية ، فإنه من السذاجة القول : أن التطوع للحرب في العراق هو من اجل السلم العالمي “.
” لقد افرزت هذه الحرب غير العادلة في افني “198” قتيلا و80 مفقودا و574 “جريحا بين القوات الاسبانية وجيش التحرير المغربي .
” لقد كافحت من أجل البقاء على قيد الحياة رغم الجوع وسوء المعاملة والفساد، لقد ساقنا فرانكو مثل الأغنام ببنادق قديمة و” بركَاطات ” هرئة.
“وصلنا إلى خط المواجهة، خنادق متناثرة غير منظمة ” وأسلاك لامبرادا ” الصدئة تظهر من بعيد لقد اصبنا بخيبة أمل وبالطريقة التي تخاض بها الحرب ”
طلبت ماء وأشير إلي بـ Un Deposito En ELsuelo » يقصد ” نطفية ” لمحت فوق الماء فارا ميتا ولما استفسرت عن الأمر أجابني رفاق السلاح أن الأمر عادي وكلنا نشرب منه دون اشكال ”
في مرحلة ما يعود والد الكاتب إلى سيدي إفني التي قضى بها 18 شهرا اعتبرها خطفت من عمره يقترب من الثكنة الى قضى بها جزئا من هذا العمر فيقول : وصلت أنا وزوجتي وأردت أخد بعض الصور للثكنة لكني جوبهت بطرد تعسفي وغير أخلاقي وطالبوني بعدم التصوير ،ورغم ذلك التقطت بعضا منها”.
جبل بولعلام 20/02/2019