اتركونا نسجل هذه الأهداف على ريق الصباح في هذا اليوم الأخير من عام كورونا:
1- مر العام الذي سموه “عام كورونا” ثقيلا إلى حد لمح البصر! نعم هو واحد من أعوام التناقضات التي عشناها و لانزال..نخاف و نطمئن لنخاف و نطمئن كل دقيقة وثانية! ونفرح لنحس بألم فراق من أبعدهم عنا الفيروس اللعين ، ثم نفرح لعرس “افتراضي” رأف بعريسه الفيروس بأن قلل مصاريفه!
هو عام سنقول مرارا إنه عام للنسيان ، لكننا لن ننساه ، و سنتذكره باستمرار ، و سيذكره من كُتب له الافلات من ضرره حكايا لأحفاده و ابنائه القادمين تماما مثل حكايات “لاندوشين” ومآسي “حرب فرانكو” و “عام الجوع” الذي حكوا لنا عنها و ظللنا نعتبرها مجرد “اساطير الأولين” إلى أتانا نصيبنا من “أساطير المتاخرين”!!
2- لا تكتم على نفسك الافصاح عن لحظات فرحك خلال هذا العام..و تذكر و لو لِإغاضة الكوفيد اللعين!… تذكر فرحة الحصول على تصريح الخروج ، وفرحة انتظار يوم الخميس لسماع أخبار التمديد في الطوارئ ، و فرحة الكمامة الأولى و “فخر البلاد” الأول أيام حروب دول على”قراصنة” الكمامات.. تذكر فرحة أطفال حين غنوا فرحا عند توقيف الدراسة “حبيبكم مين ..كورونا”..تذكر فرحة “نجاحهم” دون امتحان..
تذكر فرحة خروجك الأول دون مقاهي أو تجمعات..و أول نظرة الى وجوه أصدقائك و أحبتك بعد أشهر “الحجر”.. وتذكر صاحب البوق إذ يهتف كل يوم ، و كل مشاهير أبواق كورونا!!
تذكر أن كل هذا مر دون أن يتذكرك الفيروس..و أنه كان قريبا جدا منك مرات و مرات ..لتعرف أنك لست “مسخوطا” بعد ، و أن لك نصيب من “الزهر” الذي ظننت أنه بعيد عنك كل هذي السنين!
3- ثم إنه عام آخر سيأتي..و سيدخل غدا عليك وكلك أمل بفرح أروع مما مر عليك.. وستفرح لأن الحياة تستمر..فيه سينجح أبناؤك بامتحان أو بغيره..و يذهب بأس الكوفيد بلقاح او بغيره..و يفوز فريقك المفضل بلقب أو بغيره..و تحضر أعراسا و أفراح قريب أو غيره ..و تعيش و تنسى!
و لن تتذكر عام كورونا إلا و أنت قد بلغت من العمر عتيا ،لتحكي لأحفادك “أساطير أولين” جديدة..
وستجد صعوبة في إقناعهم بأنك لا “تسرح عليهم سلوقيتك”!!
“قلتُ ابتسم”..
وكل عام و انت بخير.
محمد المراكشي،
مع التحية.
