حذار من الأقلام المأجورة..!

6 مايو 2025
حذار من الأقلام المأجورة..!
حذار من الأقلام المأجورة..!

 

لم يعد مستساغا ما صار مستفحلا وبتنا نقرأه من تدوينات على صفحات فيسبوكية بعينها، وهي منتقاة بعناية إما تحت الطلب أو لحاجة وغاية في نفس يعقوب أو لشن حرب بالوكالة.. وإن كانت تستقطب نسبا أكبر من الإعجاب والمشاهدة ومتابعات غير محدودة، فذاك لا يهم، لأن وراءها أقلام صح نعتها بالأقلام المأجورة، وإليها نوجه العلامات الآتية:
1) الأقلام التي تختبئ تحت مظلة الإعلام الهادف، وتحتمي بشعار “إيصال الخبر والمعلومة” والجرأة في “فضح المستور”.. فواقع الحال يفندها، ويجدها بعيدة كل البعد عن الاستقلالية والموضوعية، وبينها مسافات شاسعة مع المصداقية والشفافية، هي أقلام تقدم “خدمات مؤدى عنها” مثل “خدمة التوصيل إلى المنازل”، أي المال مقابل التدوينة، وإن غاب هذا الحافز سيغيب حتما النشر.
2) الأقلام المسخرة لخدمة جهات معينة والسعي للتشويش على الآخرين والإنابة عنها طمعا في المال أو قضاء مآرب خاصة أو غيرهما، سقطت في المحظور بتغليبها المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وفقدت دعامة أساسية ألا وهي الحياد، وبات “يأكل بفمها الثوم” نسبة إلى المثل العامي المشهور.
3) الأقلام المأجورة تتبنى سياسة المديح والتطبيل والموالاة لمسؤولين أو منتخبين أو شخصيات معينة.. وتتغنى بما قل من أعمالهم أو إنجازاتهم.. وبمقابل ذلك تجدها غائصة في سير معارضيهم والمخالفين لهم، متصيدة أخطاءهم، طاعنة في أعراضهم، موجهة الرأي العام حولهم.. وهي بذلك تضرب الحريات والحقوق عُرض الحائط، فويل لها ولما تسطر من أقوال، فقد صدق الله عز وجل إذ قال: (والقلم وما يسطرون).
فالحرص كل الحرص على الحذر من هذه الأقلام التي تفسد أكثر مما تصلح، والوعي بخطورتها خصوصا في تزييف الحقائق وتدمير الأجيال.. ولنبحث عن أقلام صادقة أمينة ملهمة تنير العقل وتنشر الفضيلة.. وسنقف وقفة ختام وتأمل عند قول عبد الله بن المقفع: “القلم بريد القلب يخبر بالخبر وينظر بلا نظر”.

محمد غانم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة