كيف يحدث الإبداع؟

بقلم نزيه بنقاسم

قد ينبع الإبداع من ظرف.. من حدث ما.. من رغبتنا في تحقيق شيء ما…
كل هاته الأشياء بمثابة دافع للبحث في محرك ذواتنا وإتيان مانرغب فيه، شيء لم يسبق له ان حصل او تحقق مع شخص ما. وقبل الشروع في الإجابة بعمق عن السؤال ” كيف يحدث الإبداع؟ ” سنطرح سؤالا آخر. ”: من هو المبدع؟”
المبدع شخص متميز بهبة أو بملكة تجعله مختلفا عن عامة الناس، يمتاز بحس فني عال جدا وسرعة البديهة والمرونة والتلقائية، ذو شخصية فعالة وفاعلة ملهمة قادرة على التأقلم مع جميع الأوضاع كيفما كانت..
ونحن نتطرق إلى وصف شخصية المبدع ترمى في أذهاننا نماذج عدة من مبدعين تألقوا في مجالات مختلفة ، ككرة القدم والموسيقى والتمثيل والتعليق الصوتي وغيرها من المواهب، كان القاسمان المشتركان الذي جمع كل هؤلاء هما الثقة في النفس و الإصرار على إثبات الذات.
الإبداع يبدأ من خلال العودة إلى الذات والبحث في عوالمها. في حالة ما اذا لم تجد من يكتشف موهبتك ستكون انت المكتشف لنفسك.. ستجد نفسك مثلا في اوقات فراغك تقوم بشيئ ما وتتقنه كالرسم على سبيل المثال وتحاول رسم كل ماهو حولك.. أحيانا تجد نفسك تدندن مع اغنية تستهويك فتكتشف انك تملك صوتا يدفعك للغناء، وثارة يطلب منك القيام بعمل ما فتقوم به على أحسن مايرام.. هذا من جهة ومن جهة أخرى حتى التقليد إن قمنا بتطويره يصبح إبداعا.
مايبهرني عند سماع او قراءة قصص بعض النجوم وكيف كانت بداياتهم مع مشوار الإبداع،اغلبهم وبمحض الصدفة تم اكتشاف مواهبهم بأنفسهم، او من خلال معلمهم الخاص او أوليائهم المقربين، فحتى القريبين منا لهم يد في كوننا مبدعين وفي اكتشاف مالا نعرفه عنا وأحيانا يحدث العكس، نأخذ على سبيل المثال لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو الذي في كل مرة يراه والده يلعب كرة القدم يسخر منه ويقول له إنك تحلم فقط!!.. وفي حوار له دمعت عيناه وهو يقول ياليت ابي على قيد الحياة الآن ليرى ما انا عليه الآن.. أحيانا من يقفون في طريقنا يزيدوننا رغبة وإصرارا على مواصلة الطريق مؤمنين به على أنه طريق سيقودنا الى مانرغب في الوصول اليه.
نأخد مثالا آخر لفنان مصري أصبح من نجوم السينما الكبار.. الفنان أحمد حلمي، رسب أكثر من مرة في الثانوية العامة وعندما رفضته جميع الكليات بسبب معدله المتوسط، كان الخيار الوحيد أمامه “المعهد العالي للمسرح” وفعلا أبهر الأساتذة بأدائه المتميز بالرغم من انه صرح مرات عدة انه لم يكن يتوقع انه سيصبح ممثلا في يوم من الأيام..
هنا نشير إلى الظروف والمعاناة بعد مسلسل طويل من العناء والرسوبات والرفض أصبح هذا الأخير نجما من الصفوف الأولى في مصر والوطن العربي.
الإبداع له عدة طرق إما ان تكتشفها بنفسك وإما أن يكتشفوها من هم حولك ويرون فيك مشروع مبدع، وإما أن تخضع لتقبل ظرفا من الظروف التي ستأخد بيدك نحو الإبداع ظانا أنها نهايتك لكن سرعان ماتكتشف انها بداية جديدة، لقصة جديدة وحياة أجمل بانتظارك.