حوار مع الكاتب والاعلامي سعيد اهمان

11 يونيو 2022
حوار مع الكاتب والاعلامي سعيد اهمان

في هذا الحوار مع الكاتب والاعلامي سعيد اهمان نقترب من اكراهات وتحديات كاتب شق طريقه بنفسه في عالم الكتابة والابداع.. نقترب من أمل وألم كاتب ولد وترعرع ونشأ في جنوب المغرب ونتعرف معه على بعض صعوبات واكراهات الكتابة والنشر والتوزيع..
حاوره محمد انفلوس

السؤال الأول : ماذا يعني لك أن توقع كتابك في أكبر معرض الكتب بالمغرب؟

بالمناسبة، لأول مرة أشارك بإصداري في هذا المعرض بعد إصدارات سابقة. وهي بالمناسبة محطة من أجل تقريب جهد “كتاب صدر” تطلب إنجازه نحو سنتين ونيف من الاشتغال، بلا دعم ولا تمويل مؤسساتي ولا حكومي ولا بحثي. كما أنه مناسبة تتزامن وإلحاح فضلاء وإخوة وأصدقاء وإعلاميين ألحوا علي للحضور، فكانت الاستجابة رغم بعد مدينة الهامش عن المركز المحتضن للتظاهرة السنوية، وما يستتبع ذلك، من تحمل مصاريف تنضاف إلى مصاريف تحمل نفقات الطبع والتوزيع ونحويهما.
وهي مناسبة أيضا للقاء ثلة من الكتاب المغاربة والأجانب، لوعتنا جميعا، هم الكتاب وتقريبه من القارئ، وإحياءه في زمن مجتمع المعرفة والاتصال، التي هجم فيها الرقمي على الورقي، الذي هجر.

السؤال الثاني: باعتبارك أحد الفاعلين الاعلاميين الذي راكم تجربة مهمة في مجال الصحافة، ماهي الاضافة المتوقعة من كتابكم؟ 

الكتاب كان أنيني منذ سنوات، غير أن مناسبة قرار أول مدونة للصحافة والنشر بقوانينها الثلاثة، جعلت هذا الهم يكبر ويتنامى. فالممارسة في مجال الاعلام بالمغرب تظهر عيوبا كثيرة رغم وجود ترسانة قانونية تؤطر المهنة، عدد منها يجهله حتى الممارسة المهني ذي البطاقة المهنية التي يمنحها المجلس الوطني للصحافة، من حقوق وواجبات الصحافة والنشر إلى النظام الأساسي للصحافيين المهنيين، والمجلس الوطني للصحافة، فضلا عن أخلاقيات المهنة، التي تمارس ولا تدرس، وتحتاج للقاءات تقاسم وتذكير وورشات عمل موضوعاتية، من أجل صحافة مهنية حرة مسؤولة ومتزنة.

السؤال الثالث: يعتبر هذا اصدارك الرابع ونلاحظ شبه تخصص في مجالي التربية والإعلام هل هناك علاقة بين هذين المجالين ؟

طبعا، لا يمكن أن تكتب في كل شيء، وإلا صرت كحاطب الليل، على المرء أن يكتب في تخصصه، وفي ما يعي وتنضج كتابات وترصد تجاربه وتكويناتهه. وهذه وجهة نظري الخاصة، قد تختلف مع آخرين أعرفهم وأسمع عنهم، وأقرأ لهم من بيننا، ومن هم خارج هذا البلد.

السؤال الرابع: بحكم انتمائك للجنوب ألا ترى ان الكُتاب هنا يعانون في الترويج لكتبهم اكثر ولا تتاح لهم الفرص مثل زملائهم الآخرين؟.

لقد أصبت جرحي الغائر. أنين الكتابة وهَمُّها وألمها وأملها حينما يجتمع تحمل الكاتب/المؤلف لنفقات الطبع والتوزيع في زمن يُهْجر فيه الكتاب، ولا يُشَجع فيه على الكتابة، إلا من تفاهتها، أو ممن يملكون مفاتيح الدعم وجيوبه هنا وهناك. فلا يعقل أن تتحمل ألم الكتابة، وطبع الكتاب، وتوزيعه، فلا يترك لك سوى الديون تلو الديون. تبكي وتفرح في الآن نفسه حينما يتصل بك باحث أو طالب أو أكاديمي يبحث عن نسخة من كتاب سابق صدر لك، لأجل عمل بحثي، ولا يجد نسخته في سوق الكتاب، فلا أنت استرددت ما بِيعَ منه، ولا رأسماله. تفرح لأن الباحث والطالب بحاجة إليه، وتأسف لأنك لم تسترجع حتى رأسماله. وهذه حقيقة أعيها وأعرف توابعها وزوابعها التي لا تكاد تنتهي مع كل إصدار، وما بين إصدار وإصدار.
حبذا لو دعمت المؤسسات الحكومية والجماعات الترابية وأرست ثقافة النشر في الجهات، و أن يخصصوا على الأقل نسبة واحد في المائة لما يدعمون به من أموال المهرجانات لإذكاء ثقافة النشر والطبع بشروط ودفتر تحملات بشفافية ونزاهة، من دون أن يتلهف الكاتب/المؤلف إلى أن يبحث عما يدسه في جيبه، فيحصد الدعم من هنا وهناك، ويتسول بالكتاب، أو يتزلف بحثا عن دريهمات لا قيمة لها، كما يفعل البعض على قلتهم.

كلمة أخيرة

حرقة الكتابة أنين وهم يومي، ينبغي أن تتوفر له الشروط الموضوعية للدعم في الطبع والنشر والتوزيع، كما يفعل المشارقة، خاصة في أوساط الشباب، ولمن لا يملكون دعما وليست بيدهم حيلة. ولعل ما يعيشه المغاربة في المعرض الدولي للكتاب والنشر، وفي غيره من المعارض الدولية، يعكس قيمة ما يمنحه المسؤولون وأصحاب القرار لكُتّابهم ومُؤَلِّفيهم هنا وهناك، في زمن كوفيد الذي ارتفعت فيه كُلفة الطباعة في بلاد المغرب، فَتَاهَ المُواطن بين البحث عن تأمين رغيف يومه، تُصِيبه شظايا العيش اليومي من كل جانب أو يقتني كتاباً. ولعل هذا الأخير آخر ما يُفَكر فيه في هذا الزمان يا للأسف؟.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة