
قبل أربع سنوات كتبتُ هذا الهامش..
ولأن لاشيء يتغير أو “تغيره” الكتابة في هذه البلدة؛
ولأننا لا نفقد الأمل و إن بالإعادة؛
هاهو مرة أخرى دون حرف تغير.. مثلما هو وضع موضوعه:
أريد لهذا النصب التذكاري أن يذكرنا بالمقاومة في هذا البلد ، وبهؤلاء الذين قضوا نحبهم دفاعا عن استقلال هذا البلد.. لكنه الآن يذكرنا بكثير مما ينقصنا و ينقص أولادنا مقابل هذه الذكرى المقاومة.
يوم بني هذا النصب التذكاري ، أريد له أن يحتفي بالناس التي قاومت يوما ضد المحتل ،كما أريد له أن يكون درسا دائما للأجيال التي تأتي و المسؤولين الذين يأتون أيضا… فكانت المصيبة!
مصيبتنا الأولى أنا حولناه الى مجرد متنفس للأطفال و العابهم أمام أعين أمهاتهم و آبائهم وهم يعبثون بالذكرى و يعبثون بالنصب!
مصيبتنا الثانية أن مسؤولينا بمجرد أن وضعوا النصب مكانه و كأنه حِمْل و انتهى الأمر بوضع أوزاره على ارض عارية..”دفنوه وما تلاو زاروه”.. لم يرمم من يومها..ولم يصلح من حينها..ولم يحتفى به يوما في الذكريات التي تأتي و تذهب كل عام!
أما مصيبتنا الدائمة فهي استصغار مثل هذه الاشارات الجميلة لتاريخ الناس و المكان…
حسبنا أننا لم ننتبه..قد يُقــال!
وحسبه أنه نصب مقاومة يقاوم أهمالنا و جهلنا…
محمد المراكشي،
مع التحية لشهداء المقاومة.

