نجحت جمعية التبرع بالدم بإفني في تحقيق أهداف مهمة في توفير إكتفاء ذاتي من هذه المادة الحيوية ، وفي الوقت الذي ننوه فيه جميعا بالعمل الجبار الذي ينجزه طاقم الجمعية ، وعلى التجاوب التلقائي لعموم الناس معه . يتوجب علينا كأبناء المنطقة أن نوسع دائرة التبرع بتكوين جمعيات للتبرع باللوازم المدرسية وبالملابس وبالمواد الغذائية الأساسية وبالأدوية وغيرها لكثير من المعوزين بالإقليم ،تكون من الناس وإلى الناس بعيدة عن أي دعم من المال العام ، أو دعم خارجي .
بهذا النوع من الجمعيات فقط نستطيع جميعا أن نساهم في تخفيف حدة الفروقات التي هي في توسع مستمر، وبها وحدها نقدر على تنشيط دورة التضامن الإجتماعي المصاب عندنا بالفتور التام .
لكن لن يتحقق مُرادنا ما لم نخرجه من صورته التقليدية سواء في طريقة اشتغاله أوفي طبيعة المتعاطين له بموسمية انتخابية أو باسترزاق أو بغيرهما .
بكل يقين إن مكنا هذه الجمعيات من قدر كبير من الإستقلالية وبقدر أكبر منه من احترامنا لرسالتها النبيلة . وان مددناها بخبرات علمية تطوعية في التدبير وفي التواصل ،سنشهد عيانا وقعها الإيجابي على تطور الخدمات الصحية والتربوية والإجتماعية في منطقتنا نحو الأفضل ولأطفأنا نار الألم والحرمان عند كثير من الناس ، ولساهمنا في تحقيق طموحاتهم البسيطة في كثير من الأحيان . ولعالجنا كثيرا من أمراض الحقد والكراهية التي ما فتأت تنتشر مادام الفقر والحرمان والضياع يفعل فعلته .
هناك متبرعين محتملين في المنطقة لا يحملون أجندات سياسية وليسوا استرزاقيين ولا يرغبون أن يكونوا ضحية لاسترزاقيي العمل الجمعوي ، ويحبون ناس المنطقة . يحتاجون فقط إلى تواصل واضح معهم مبني على برامج عمل واضحة ارقامُه ومُطابقة للواقع قابلة للفحص والتدقيق.
صدمت عندما علمت أن إحدى الجمعيات المحسوبة على الجالية قد جمعت مساعدات مهمة ملابس وأغطية من متبرعين بإحدى الدول الغربية واستطاعت أن تدخلها الى البلاد تحت غطاء عمل إنساني وتضامني مع المتضررين من فيضانات 2014 بإفني والنواحي . غير أنها ظلت طريقها الى المتبرع لهم بها .
