عن “إجبار”تلاميذ إقليم إفني على “خيار” فرنسية…

13 سبتمبر 2018
عن “إجبار”تلاميذ إقليم إفني على “خيار” فرنسية…

حين يقترب العام الدراسي من نهايته ،يطلب من تلاميذ السنة الثالثة اعدادي (والسادس ابتدائي العام الماضي) أن يملؤوا بطاقة الرغبات..و اسمها رغبات ، و قطاعها الكبير الذي يؤطرها في التعليم اسمه توجيه…
في بداية السنة الدراسية يجد كل من هؤلاء اسماءهم ضمن اقسامهم وفق رغباتهم التي عبروا عنها و استشاروا عائلاتهم..تلك التي نسميها “آباء و أولياء التلاميذ”،و التي خصص لها المشرع إطارا قانونيا هي جمعيات الآباء..
في نفس الوقت تجد مديرية اقليمية عندنا أن “توجهاتها” ربما لم تتوافق مع “توجيه” التلاميذ..و رغبتها في أن تملأ اقسام ما يسمى “خيار فرنسية” و يسميه التلاميذ بــ”الباك دولي” لم تتحقق بسبب رغبات التلاميذ!

و لذلك ،”تقرر تعميم المسلك الدولي للباكالوريا الدولية خيار فرنسية بالجذوع المشتركة العلمية بجميع المؤسسات التعليمية بالسلك الثانوي التأهيلي بالإقليم.”
لا أدري إن كان ما تم الاقدام عليه يدخل ضمن احترام “رغبات” الناس و أبنائهم ،كما لا أظن و لو لوهلة أنه يشكل احتراما للتوجيه المدرسي و فاعليه التربويين و دوره في خلق متعلم مسؤول على خياراته المدرسية أولا ثم بعدها مواطنا له خياراته الحياتية بعد عمر دراسي عتيد…
المديرية الاقليمية التي “تركت” أو “أذنت” بهذا الأمر تتناقض تماما مع شعارالموسم الدراسي الجديد الذي “طلت” به لافتاتها :مدرسة المواطنة…
ليس من شعار المواطنة و المدرسة في شيء أن لا يتم استحضار الاباء و عائلات التلاميذ و جمعياتهم في هذا “القرارشبه السري” بجعل “السانكيام” دولي .. بل و الأولى اعدادي كذلك.. وكيفما كانت المبررات…
إن “القرار” 18-1681 بتاريخ 5 شتنبر2018 مشكلة في فهم التوجهات العامة للبلاد في ترسيخ قيم المواطنة.. والاختيار ومسؤوليته جزء منها..

إن ذلك ،حسب تقديري ،إجبار للتلاميذ على مسالك و رغبات لم يختاروها و لم يرغبوا فيها (من سيكون مسؤولا عن تعثرهم الدراسي؟! )..و اجبار للآباء والامهات على خيارات متابعة لم يختاروها و لم يتهيؤوا لها ماديا و معنويا… لا سيما أن لا وجود لتوجه رسمي واضح باجبارية هذا الخيار…
و غير ذلك ،مجرد “ركَــيع”…

ملحوظة لا علاقة:

عودة رديئة إلى نقاشات “نظرية الجبر و الاختيار”..

محمد المراكشي

medmarakchi@yahoo.fr

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة