بوكشودن فاطمة
دعوة الى الأغنياء لمساعدة الفقراء. لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، هل يتخذ أغنياء البلد قرارا حاسما بتحويل جزء من مدخراتهم من العملة الصعبة ( اليورو والدولار الأمربكي) الى الدرهم المغربي؟ أعتقد أن الفرصة قد حانت لتحقيق المصالحة مع الشعب، الذي سيدفع لوحده ضريبة أي تعثر في اعادة دوران عجلة الاقتصاد المغربي ما بعد كورونا.
كما أن قرارات من هذا النوع، وأعني دائما تحويل جزء من مدخرات الأغنياء الى الدرهم المغربي سيبين وسيثبت فعليا مدى درجة وطنيتهم واخلاصهم للمملكة، خصوصا أن القاصي والداني يدرك أن عددا غير قليل من الأثرياء المغاربة يشاركوننا تراب هذا البلد مادامت مصالحهم مصانة، وأن جلهم يضع مخططات ثانوية، منها مغادرة البلد وضمان فرص العيش الرغيد في بلاد المهجر تماما كما كان الحال عليه بالنسبة لأغنياء الدول التي عاشت الربيع العربي.
أعتقد أن من يؤمن ومن يعمل بهذا المبدأ يجب استبعاده كليا عن أي منصب أو أية مسؤولية سياسية او رسمية. بل يجب فرض ضريبة عليه في شكل جزية، تشبه الى حد بعيد ماكان معمولا به أيام الفتوحات الاسلامية، حيث كانت تفرض الجزية على من أسر على الاحتفاظ بديانته، وكانت تلك الجزية توازي استفادته من الامن والامان ومن الحق في ممارسة شعائره الدينية. ومن هذا المنطلق أعتقد أن الدولة يجب أن تضع حدا فاصلا مع تولية مزدوجي الجنسية لمناصب المسؤولية السياسية أو تخييرهم بين تركها أو تولي هذه المناصب، واقتصار استثمار تجاربهم على مناصب الاستشارة والخبرة وانجاز الدراسات.
واجمالا فان اثرباء البلد يجب ان يتحملوا مسروليتهم في تجنب السكتة القلبية التي يمكن أن تعصف بالمملكة جراء الركوض والكساد الذي تسببته جائحة كورونا، وعلى كل حال فأمولهم سيستردونها في شكل عملة مغربية، ويمكن ان يستثمروها أو ان يدخروها أو أن يحولوها الى عقارات او غيره. بهذه الكيفية فقط سيبرهنون على وطنينهم الصادقة وعلى استعدادهم لارجاع جزء من أفضال هذا البلد عليهم.
