
بقلم خديجة أبلاضي
مستشارة جماعية بمدينة لعيون وبرلمانية سابقة
كنت اعتقد ان العنف الذي تجده المرأة لا يتعدى الاسرة والعائلة و محيط عملها المهني حتى دخلت العمل السياسي فوجدت ان المرأة التي اختارت العمل السياسي لخدمة مجتمعها ومحيطها والدفاع عن حقوق افراده تتعرض لابشع انواع الاضطهاد والعنف إما باستغلالها في الحملات الانتخابية او اعتبارها خزان للأصوات او تجييشها من اجل الاصطفافات داخل التيارات الحزبية دون اعتبار لافكارها ومقترحاتها واحتقارا لنضالاتها في المجتمع و تبخيسا لرصيدها السياسي واستهانة وتسفيها لكل تطلعاتها نحو عمل سياسي حر ونزيه ..
لازلت الكثير من النساء السياسيات لا يتملكن الجراءة للحديث بكل صراحة و البوح بافكارهن دون يطالهن المنع والاقصاء والتهميش والابعاد ..
سياسة تكميم الأفواه و رفض النقد والاختلاف يمنع الكثير من السيدات التصريح بحجم الاستبداد الممارس في حقهن..
حكت لي الكثير من السيدات اللواتي كانت لديهن تجربة بالمجالس المنتخبة انهن تعرضن للعنف اللفظي والمعنوي والبدني بل ومنعوا من التصريح بافكارهن و الدفاع عن مطالب الساكنة بل اغلبهن يفرض عليهن التصويت او الامتناع عنه وذلك تحت طائلة التهديد والاجبار ..اخبرتني احداهن ذات مرة انها رفضت اخذ الرشوة مقابل التصويت على صفقة مغشوشة فتعرضت للتهديد و العنف…
اما داخل الاحزاب فاغلب النساء تهرب من المساحات التي توجد فيها خلافات لكن في اتجاه آخر هن إما داعمات للاستبداد بشكل مباشر من خلال تغليب طرف على آخر او لديهن موقف محايد “متفرج سلبي” ..لكن في اتجاه آخر توجد نساء في العمل السياسي وإن كان عددهن قليل هم وجه مشرق للنزاهة والقوة والكفاءة والمسؤولية والشجاعة والصمود والنضال والتأهيل والتكوين والتجربة الميدانية و قد قدمن نماذج مشرفة للمجتمع…
العنف المسلط على المرأة في العمل السياسي يساهم فيه الرجال والنساء على حد سواء لأن شرعنة الاستبداد واشاعته منهج الفاشلين و الانتهازيين سواء كانوا ذكورا او اناثا
اما الوضع عندنا في الصحراء ومن خلال تجربتي السياسية (20 سنة من العمل الحزبي و 10 سنوات من تجربة الترشح والانتخابات وعضوية المجالس) فان المرأة حظيت بالكثير من الاحترام والتقدير الى حين انخراطها في العمل السياسي و دخولها غمار الانتخابات والتنافس على المناصب والمقاعد تخلى اغلب الرجال والنساء وخاصة العنصر الذكوري على معظم القيم والاخلاق التي نشأ عليها المجتمع المحلي المتجلية في تبادل الاحترام والتقدير..
سؤال : لماذا يخشى بعض الرجال السياسين قوة المرأة في العمل السياسي؟!! الا تسعى هذه المراة في النهاية الى خدمة مجتمعها والدفاع عن كرامة مواطنيه..؟!