لا تذهب بعيدا بخيالك، فلن اتحدث عن الايفون! أو تفاحة نيوتن!!
لكن لنا في مدارسنا جيلا بأكمله له حكايته الخاصة مع التفاحة… جيل لا ندري من اين اتى بجملته الفعلية الشهيرة التي لا مفعول بها سوى التفاحة…!
لا أخفي أني أتضايق كثيرا من الجملة التي يرمي بها التلاميذ يمينا و يسارا كلما طُلِب منهم أن يأتوك بجملة مفيدة… فلا يجدون أمامهم إلا جملة: “أكل الولد التفاحة”…
أتساءل عن مصدر هذه الجملة أول مرة.. و قائلها أول مرة ..و بحثت في مقرراتنا المدرسية قديمها و حديثها ولم أجد لها أثرا، و سألتهم مرارا عن هذا الولد الذي لا يجيد سوى اكل التفاحة تاركا البرتقالة و الخبز الحافي دون جدوى…
أكيد أن شخصا ما في زمن “ما قبل التفاح”، رمى بجملته فصارت مثل شعار لمرحلة تاريخية بأكملها و جيل لا يجيد سوى قذف هذه العبارة في وجهك حتى و إن سألته عن إسم آلة أو مفعول فيه!
هو جيل ضيعته التفاحة أكثر مما ضيعتنا “أكلة البطاطس” في زمن البطاطس !!
لا أخفيكم مع ذلك أنه مازال يتملكني الشوق لمعرفة هذا الولد الذي لم يشبع من أكل التفاحة، كما في نفس الوقت يتملكني الفضول لرؤية هذه التفاحة التي لا تنتهي!!!
محمد المراكشي،
مع التحية.
