المواطن المستقر

1 فبراير 2020
المواطن المستقر
المواطن المستقر

سليمان النجاجي

شاهدت وسمعت هذه الأيام، وانا بعيد عن مدينة سيدي إفني، تذمرا واسعا مما آلت إليه الأوضاع بالمدينة والإقليم، خاصة عندما طالب معتصموا الدياليز بحقهم في التطبيب والعلاج والدواء، وعندما دعى مناضلون شرفاء لمساندتهم والقيام بوقفة تضامنية، لم يستجب لهذه الدعوة إلا ثلة قليلة من الأحرار، مما يطرح أكثر من سؤال، عن أسباب هذا التراجع الخطير على مستوى المطالبة بالحق في العيش الكريم، خاصة إذا إستحضرنا الماضي النضالي للمدينة.

لا شك أن هناك أسباب كثيرة، ولكن استوقفتني قولة للمفكر الفرنسي، إييتيان دو لا بواسييه، في كتابه:”العبودية الإختيارية” يقول فيه أنه عندما يتعرض بلد لقمع طويل، تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتواءم مع الإستبداد، ويظهر فيه ما يمكن أن نسميه (المواطن المستقر) فهل نحن في مدينة إفني وإقليمها أمام هذا المواطن المستقر؟ هذا المواطن الذي لا يحتاج حسب الكاتب، إلا لثلاثة أشياء:

1) الدين الذي لا علاقة له بالحق والعدل وإنما هو مجرد أداء لطقوس العبادة والصلاة.

2) لقمة العيش، لا يعبأ “المواطن المستقر” بحقوقه السياسية ويعمل فقط من أجل العناية بأسرته، من تربية وتعليم،ويهتم بتحقيق ذاته ولو على حساب الآخرين.

3) كرة القدم، التي يلتجأ إليها لنسيان همومه وقد سبق ان أشرت في مقالة سابقة أن كرة القدم أفيون الشعوب المقهورة.

ومن ثم فكرة القدم تحقق له العدالة والحرية التي إفتقدها. ويخلص الكاتب أن “المواطن المستقر” هو العائق الحقيقي أمام كل تقدم اومطالبة بالحقوق كيفما كانت.

ألى ترون معي ان فكرة المواطن المستقر، تنطبق على سكان المدينة، وأنه لن يتغير الوضع إلاعندما سيجني كل واحد منا ثمن سكوته، وسيأتي الدور على كل من خذل واختبأت مواقفه أمام الفيسبوك، كما غبر عن ذلك المناضل محمد أمازوز. تحية للشرفاء الأحرار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة