مهرجان آسا: بين الاستمرارية والغياب الفعلي للأثر المحلي

10 مايو 2025
مهرجان آسا: بين الاستمرارية والغياب الفعلي للأثر المحلي

يستمر مهرجان آسا الدولي للسينما والصحراء في نسخته الثالثة عشرة، ولكن لا يمكن تجاهل التساؤلات العميقة حول تأثيره الفعلي على الساحة الثقافية المحلية. على الرغم من تنظيمه السنوي والدعم المالي الكبير الذي يتلقاه من المؤسسات العمومية، لا يزال المهرجان يواجه انتقادات حادة حول كيفية استغلال هذه الموارد لتحقيق قيمة ثقافية حقيقية في المنطقة.

المهرجان الذي كان من المفترض أن يكون منصة لإبراز الطاقات السينمائية المحلية وتنمية الكفاءات الشبابية في المنطقة، غالبا ما يقتصر على استضافة شخصيات وأسماء سينمائية من خارج الجهة. هذه الملاحظة تثير سؤالا جوهريا: لماذا لم يتمكن المهرجان بعد 13 دورة من خلق جيل جديد من السينمائيين المحليين؟ وهل يساهم في تطوير الفعل الثقافي أو حتى في تكوين السينمائيين الذين يعكسون هوية المنطقة؟

في وقت تعاني فيه الجهة من نقص في البنيات التحتية الثقافية والمشاريع المستدامة، يظل المهرجان حدثًا موسميًا ينتهي بمجرد انقضاء أيامه، دون أن يترك أثراً دائماً في الثقافة المحلية. هل من الأجدر توجيه جزء من الدعم العمومي إلى مشاريع من شأنها تحسين الوضع الثقافي على المدى الطويل؟ مثل مراكز تكوين شبابية أو دعم أفلام محلية؟

إن الثقافة يجب أن تكون بناء مستداما يعكس هوية المجتمع وينمي قدراته، لا مجرد حدث احتفالي يمر مرور الكرام. وبالتالي، يتوجب على القائمين على مهرجان آسا أن يعيدوا النظر في استراتيجياتهم التنظيمية، بحيث يضمنون أن يكون المهرجان جزءا من تحول ثقافي طويل الأمد ينمي الطاقات المحلية ويسهم في تطوير الإبداع المحلي بدلا من أن يبقى مجرد احتفال فارغ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة