
تعيش بريطانيا بدءا من صباح اليوم مشاعر متناقضة بين الحزن على فراق أوروبا و الفرح للانفكاك من “قبضة” الاتحاد اﻷوروبي على سيادتها.
نفس المشاعر تقريبا ،مع الاختلاف الشاسع في الواقع و الوقائع و المكان ، احسسناه يوما ،قبل عشر سنين في مدينة صغيرة على مشارف الاطلسي الغاضب اسمها سيدي إفني ربما لم يسمع بها البريطانيون…
و انا اتابع خروج بريطانيا من الاتحاد اﻷوروبي ، لم استطع أن أوقف هذا التماثل الغريب الذي وضعته أفكاري حول “بريكسيتنا “الخاص في إفني يوم اعلن عن “خروجنا” من جهة سوس لى جهة نون!
حاولت أن أوقف التماثلات التي ساقت حينها كثيرا من اﻵمال لدى الراغبين و “المناضلين” من أجل هذا الخروج العظيم ..كما لم أتوقف من حينها و إلى اﻵن عن المخاوف من الدخول إلى جهة من “جهات الصحراء”…
اﻵن ، بعد عشر سنين من إحداث إقليم فارغ، اكتشفنا أن أكبر كذبة عشناها هي هذه الجهة التي دخلناها بعد “بريكست” غير موفق إطلاقا ،حيث صرنا نرى أن أيام سوس أيام “عز” و ارتباط بجهة مهيكلة و مؤسسة على ثقافة جهوية قديمة إن بالممارسة السياسية (الانتخابية) أو بالتجانس الاقليمي لسوس العالمة التي نحن جزء جغرافي و ثقافي منها و إن أصر البعض منذ أكثر من عشر سنين إلى اﻵن على العكس..
اليوم نعيش في النوستالجيا مرة أخرى،نصنع حنينا جديدا إلى ايام الاقليم اﻷولى حين كان مع سوس بخيرها و “خميرها” ،و بما “تلات ” به اﻷيام ونحن في جهة تحتاج لسنوات ضوئية لتنزع عنها أمراض الممارسة الخاطئة للسياسة..
أستطيع أن اقول اﻵن ،ومثلي كثيرون جدا هنا ، أن هذا “البريكست” كان خطأ..وخطيئة..نحسها و نعيشها ونتمنى زوالها يوما..فهي لم تنتج إلا الفشل و الفراغ ، و عشر سنين كافية لقراءة النتائج.
أظن أننا ،مع ذكر الفوارق ، يمكن أن نكون درسا للبريطانيين..في الارتباط بالنوستالجيا يوما على اﻷقل…
محمد المراكشي،
مع التحية.