
قبل اسابيع من الآن ،انطلق ورش “مهم” حسب رأي مدبري الشأن المحلي بجماعة سيدي احساين اوعلي باقليم سيدي افني، واستبشر معه الساكنة خيرا لانه يرمي الى فك العزلة التي عمرت لعقود في هذه الجهة من المغرب “المنسي والغير النافع” . طبعا الحديث هنا عن تهيئة طريق تربط دواري تالمسوت واجاكان ( مسافة 1.5 كلم تقريبا) بالطريق الوطنية رقم1916 وهو موضوع صفقة رقم 02/2018/INDH والذي تشرف عليه جماعة سيدي احساين اوعلي والممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتبلغ قيمة الصفقة مبلغ 50 مليون سنتيم. تتبعنا المشروع منذ بدايته، واثار انتباهنا بعض الملاحظات المثيرة للغرابة والاشمئزاز طبعا، نوردها فيما يلي :
– تجاهل تام للمشرفين على المشروع لموارد ومجاري الماء “إسوار” التي تعتمدها الساكنة لتعبئة الخزانات المائية “المطافي”، والتي تعتبر المورد الوحيد والأوحد للماء بالمنطقة، فمعظم هذه الخزانات تتواجد على الجنبات السفلى للطريق والتي تسببت العشوائية في انجاز هذا الطريق بإعدامها وبالتالي اعدام المورد الوحيد للماء الصالح للشرب.
-تغاضي المشرفين على المشروع عن انجاز منافذ للدواوير التي تعبرها الطريق .
– بالعودة الى طريقة انجاز المشروع ،فقد قامت الشركة بجلب التراب من دوار اجاكان (والذي اكد لنا بعض الساكنة انه كان بالمجان ودون مقابل)، الا ان التراب المستعمل منافي تماما لما هو معمول به في تهيئة الطرق ، والاكيد ان ماقامت به الشركة مقابل 50مليون سنتيم ، كان ينجزه أحد سكان المنطقة باقل من مليون سنتيم ، وبمعايير اكثر موضوعية مما تم انجازه اليوم. وفور تأكدنا من هذه الملاحظات، بادرنا الى مفاتحة مدير الاشغال والذي كان المسؤول الوحيد الذي يتابع المشروع ،ملتمسين منه أخذها بعين الاعتبار وخصوصا مشكل مجاري المياه “إسُورَا” ومنافذ الطريق للدواوير وقد أكد لنا أن الشركة ستأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات.
كما اتصلنا مرارا وتكرارا بالسيد رئيس الجماعة وحملنا له هذه الملاحظات مؤكدا لنا بأن جميع ملاحظاتنا سيتم اعتمادها. وفي غفلة من الجميع قامت الشركة بتهيئة الطريق “على هواها”ضاربين بعرض الحائط مطلبنا الاول والاهم . الا وهو تمرير انابيب مجاري المياه نحو المطافى والذي يعد المطلب الاول للساكنة على اعتبار اهمية هذه المادة الحيوية في وقت يقف فيه الجميع على حافة كارثة الجفاف بالمنطقة بعد غياب التساقطات المطرية والتراجع المهول لحقينة سد يوسف ابن تاشفين ، المزود الوحيد لغالبية ساكنة اقاليم تيزنيت واشتوكة وسيدي افني، كما ننوه هنا بأن معظم السقايات المتواجدة بهذه الدواوير لا تسمن ولا تغني من جوع ، فهي في غالب الاحيان ولأكثر من سنتين متوقفة، تعاني الجفاف نظرا لضعف الصبيب الموجه لهذه المنطقة والذي كان ولا يزال المطلب الاول لساكنة اد شاعود .
وحتى تأخذ الامور منحى مؤسساتيا ، قمنا بمراسلة السيد رئيس جماعة سيدي احساين اوعلي منبهين اياه بضرورة التدخل العاجل لرفع الضرر القائم ، لكن دون جدوى، ثم وجهنا رسالة للسيد عامل الاقليم ملتمسين منه التدخل الفوري والعاجل لرفع الضرر . وفي انتظار المأمول، فان الساكنة المتضررة مستعدة للخوض في جميع الأشكال النضالية حتى ارجاع الامور الى حالها ورفع الضرر القائم ..
بقلم : محمد أنجار.
رئيس جمعية ادشعود للتنمية والتعاون والمحافظة على البيئة