من أيت وادنون وكافة قبايل تاكنا وكذا عموم إيزوادن/ الصحراويون لا يتذكر هذه الهامة وهذه الشخصية التي قد لا يجود الزمان بمثلها وشبيهها، إنه المرحوم أحمد سالك أبوزيد بن القايد دحمان، الرجل الشهم المقدام العطوف الذي عرف بمواقفه البطولية التي لا تنسى، لا يخاف في قول الحق لومة لائم ولا يعرف الخوف والجبن إلى شخصه وفؤاده سبيلا يجهر بصوته عاليا في وجه أي كان، والجميع يعرف صولاته وجولاته السياسية في الرباط وسوس ووادنون وأزواد/ الصحراء ومواجهته للمستبدين والبيروقراطيين ابتداء من الشيخ وصولا إلى الوزير، عرفه التجار وجميع المهنيين والحرفيين والبسطاء والفقراء بالدفاع المستميت عنهم، لا يستأذن في طرق الأبواب وولوج الأقسام والإدارات لما يصاحب ويوازر مظلوما ومشتكيا إلى إحدى الإدارات والمؤسسات حكومية كانت أو شبه عمومية، لقد فقدت حقيقة هذه الربوع وساكنتها باكرا هذا البطل الشهم ولو كان ما زال حيا لما حدث ما حدث في هذه المنطقة من إخلالات وعراقيل واختلالات سواء في المجال السياسي أو في النطاقين الاجتماعي والاقتصادي.
كان والرحمة عليه سندا كبيرا للمعطلين حاملي الشهادات والعاطلين والفقراء في نضالهم مع الجهات التي تحول وتعرقل وتواجههم لمي لا يصلوا إلى حقوقهم في العمل والشغل وقضاء مآربهم الحياتية محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، لم تكن حياته القصيرة ملكا له وكثيرا ما أمسى أو بات بدون تناول طعام الغداء أو العشاء إذا عاد ورجع من أمام منزله دون أن يجد من يقاسمه ويشترك معه طعامه البسيط بعيدا عن الولائم المغرضة وحفلات الأبهة المدسوسة والمتبوعةىبالأغراض الدنيية، وقد يطول الحديث أو الكتابة دون أن نستوف هذا الرجل العظيم حقه وإدراك مؤهلاته وقدراته.
بوجيد محمد
محام عضو المجلس الملكي
الاستشاري للشؤون الصحراوية
