نون بوست – فريق التحرير
يطلق المغاربة على مرض السرطان اسم “المرض الخايْب”،إذ يعتبر كابوساً يجثم على صدور الذين أصيبوا به وعلى صدور عائلاتهم وأقربائهم أيضاً في هذا التحقيق الخاص ترصد نون بوست معاناة مرضى السرطان بجهة كلميم واد نون ورحلات العلاج المكلفة والمتعبة الى مدينة اكادير ومدن اخرى ..
على مدى أكثر من سنة تسافر عائشة، المصابة بسرطان الثدي، والتي لم تتجاوز الثلاثين سنة، من ضواحي مدينة طانطان الى مدينة اكادير،لتتابع العلاج كغيرها من عشرات المصابات بهذا الداء الخبيث،اللائي يسافرن من مختلف مناطق جهة كلميم واد نون لانعدام مركز متخصص في علاج السرطان بالجهة .
تحدث عائشة بكثير من الاسى الى نون بوست قائلة :”حين علمت بإصابتي بسرطان الثدي، كنت حبلى في الشهر الثالث ،في البداية لم اهتم بإصابتي بالمرض بقدر ما حملت هم طفلي الذي بين أحشائي”،مضيفة أن”اكثر ما يؤلم هو معاناة التنقل لاربع ساعات بين طانمن جختطان و اكادير في ظل غياب المأوى وقلة ذات اليد، لولا دعم بعض الجمعيات المحلية المجاني وغير المشروط لتوفير المأوى والرعاية”.
ويعتبر مركز لالة سلمى لمحاربة داء السرطان بأكادير، المركز الوحيد بالجنوب الذي يستقبل هؤلاء المرضى في انتظار تشيد مركز مماثل بالجهة، والذي سيخفف الضغط عليه باعتبار أن كل ساكنة الجنوب تقصد إما مركز اكادير أو مراكش.
من جهتها ترى بشرى مولودة مسؤولة في جمعية دعم مرضى السرطان بسيدي افني أن”فكرة تأسيس جمعية لدعم هؤلاء المرضى جاءت كاطار قانوني بديل عن المساعدات التي يجمعها متطوعون لحالات اجتماعية معوزة” ،وأشارت الناشطة الجمعوية في حيث خاص لنون بوست أن “الكل يعرف حجم المعاناة التي يتعرض لها هؤلاء المرضى من ثقل مادي ومعنوي ، الجمعية جاءت للتخفيف فقط وللدعم النفسي والمادي”.
وقامت الجمعية مؤخرا بالانخراط في اطار جهوي هو فدرالية واد نون لدعم مرضى السرطان . وأضافت المتحدثة أن الجمعية حاليا بصدد التفكير في سبل وامكانيات “إحداث قاعة للعلاج بالكيماوي بجهة كلميم وادنون لتخفيف معاناة هذه الفئة التي تتكبد عناء السفر وتكاليفه ، ولا يفوتني ان اشير الى ضرورة الكشف المبكر وعمليات التحسيس والفحص السريري لتسهيل عملية العلاج وسبل الوقاية”.
مؤشرات خطيرة
وتشير معطيات نشرتها جمعية ابتسامة لدعم مرضى السرطان من كلميم على صفحتها على الفايسبوك أن”نسبة مهمة من مرضى السرطان بالاقاليم الجنوبية التي تلقت العلاج بالمركز الجهوي للانكولوجيا باكادير” وتوضح ذات المعطيات أن “اقليم كلميم يحتل المرتبة السادسة وهو مؤشر “خطير” حسب متتبعين “يحتاج الى التفاتة من المسؤولين”.
وتبرز المعطيات السابقة أن “نسبة اخرى من المرضى قصدت المصحات الخاصة ومراكز علاج اخرى كمراكش والرباط وهناك من توفي ولا يعلم ان السرطان هو السبب” ، وتتصاعد الدعوات في جهة كلميم واد نون الى “مواجهة هذا الشبح القاتل بجميع الطرق كالتحسيس والتوعية واهمية الكشف المبكر واتخاد الطرق السليمة للعلاج .”
صدمات..ومعاناة العلاج
“علي” مريض بسرطان البروستات وينحدر من اقليم اسا الزاك،يقول علي انه يتابع علاجه بمركز لالة سلمى بأكادير، وويرى هذا الشاب في حديث لنون بوست أنه”رغم ان الأطر العاملة بهذا المركز تبدل قصارى الجهود لتقديم الرعاية للمرضى سواء في القسم الخاص بالعلاج الكيميائي والذي يخصص للمرضى حصص حسب ما أقره الطبي، أو القسم الخاص بالأشعة”، ويضيف المتحدث أن هدا القسم الأخير “يعاني بعض الاحيان من عطب في جهاز الأشعة مما يسبب أضرارا للمرضى الذين يباشرون تعاطي هده الحصص والتي تحدد في 25 حصة أو 35 حصة كأعلى معدل للحالات المستعصية “.
تقول الزهرة مصابة بسرطان الرحم تنحدر من سيدي افني” أنه بعد الصدمة النفسية التي منيت بها جراء معرفتي بإصابتي بالمرض “الخايْب” جاء الدور على الصدمة المالية لغلاء الأدوية وأيضا لتكاليف السفر فمرضى السرطان في جهة كلميم واد نون يعانون من بعد مراكز العلاج ومشاكل بطاقة الرميد وقلة صفائح الدم .”
النساء يتصدرن الارقام
وبحسب الأرقام الرسمية، فإن النساء يتصدرن عدد المصابين بالسرطان في المغرب، حيث يأتي سرطان الثدي على رأس قائمة السرطانات بنسبة تصل إلى 36 في المائة، ويأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الثانية بنسبة 11.2 في المائة، في حين يحل سرطان الغدة الدرقية في المرتبة الثالثة بـ8.6 بالمائة، وسرطان القولون والمستقيم رابعاً بـ5.9 في المائة.
وتوضح الأرقام أن سرطان الرئة يأتي على رأس السرطانات التي تصيب الرجال في المغرب، بسبب كثرة التدخين الذي يعد أول الأسباب المفضية إليه، وذلك بنسبة تصل إلى 22 في المائة، ويحل سرطان البروستات ثانياً بمعدل يبلغ 12.6 في المائة، ويحل ثالثاً سرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.9 في المائة، وفق آخر الإحصائيات الرسمية،للاشارة فان المغرب اتخذ من يوم 22 نونبر من كل سنة، يوما وطنيا لمحاربة داء السرطان
