نون بوست علي الكوري
شهدت جهة كلميم وادنون، بإقليم طانطان، انطلاقة قافلة الاستثمار التي تروم تعزيز جاذبية المجال الاقتصادي وتحفيز المقاولات المحلية على الارتقاء بمشاريعها.
شهدت جهة كلميم وادنون، بإقليم طانطان، انطلاقة قوية للقافلة الجهوية الخاصة بالتعريف بالبرنامج الداعم للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، في سياق دينامية جديدة يشهدها القطاع الاستثماري منذ تولي الإطار محمد عسوس إدارة المركز الجهوي للاستثمار. وتأتي هذه الخطوة لتعزز الثقة في هذا المرفق الحيوي بعد سنوات من التعثر، بفعل اختلالات سابقة أثرت على جاذبية الجهة وقلصت من قدرة الفاعلين المحليين على جذب المشاريع.
ومنذ تعيينه، انكب مدير المركز الجهوي للاستثمار على إعادة ترتيب البيت الداخلي وتصحيح مسارات التدبير، عبر ترسيخ ثقافة العمل القائم على القرب والإنصات وتسهيل المساطر، ما أسهم في تجاوز الإرث التنظيمي الذي خلفته فترات سابقة اتسمت بعدم الانسجام وتوتر العلاقات داخل المنظومة الجهوية. وقد مكّن هذا النهج الجديد من استعادة ثقة المستثمرين وإعادة الجاذبية لمحيط الاستثمار الجهوي.
كما حرصت الإدارة الجديدة على اعتماد مقاربة تشاركية أضحت اليوم جزءا من هوية المركز، تقوم على التواصل الدائم مع الشركاء المؤسساتيين والاقتصاديين، والدفاع عن المشاريع العمومية والخاصة، وتجويد آليات المواكبة. وبفضل هذه الدينامية، استعاد المركز دوره الطبيعي كصلة وصل أساسية بين مختلف المتدخلين، انسجاما مع التوجيهات الداعية إلى جعل الاستثمار قاطرة مركزية للتنمية.

وخلال الحفل الرسمي لإطلاق القافلة، قدم مدير المركز عرضا مفصلا أمام وزير الاستثمار والمسؤولين الترابيين والفاعلين الاقتصاديين، شرح فيه شروط الاستفادة من البرنامج وأنواع الدعم المتاحة والمساطر الرقمية الخاصة بإيداع الملفات وتتبع معالجتها. كما تطرق إلى مراحل المواكبة التي يستفيد منها المقاولون، من الاستشارة الأولية إلى مرحلة التتبع بعد الحصول على الدعم.
وتأتي هذه المبادرة في ظل ما يشهده الإقليم والجهة من انتعاش اقتصادي متصاعد، تجلى في استقطاب مشروع أمريكي ضخم سيؤمن أزيد من 1500 فرصة عمل مباشرة و2000 فرصة غير مباشرة، وهو ما يؤكد أن مناخ الاستثمار بالجهة بات أكثر جاذبية وثقة، وأن الدينامية الراهنة أصبحت محط اهتمام فاعلين دوليين.
وتمثل القافلة الجهوية آلية محورية للتواصل مع المقاولين، إذ ستجوب خلال الأسابيع المقبلة أقاليم كلميم وأسا الزاك وسيدي إفني، بهدف تقريب الفرص المتاحة وشرح آليات الدعم وتبسيط المعلومات المرتبطة بالشروط والمساطر. كما تهدف إلى تعزيز القرب من حاملي المشاريع وتشجيعهم على المضي قدماً في تنفيذ أفكارهم الاستثمارية.
ويستند البرنامج على رؤية جهوية متقدمة تُنفذ جميع مراحلها داخل تراب الجهة، بدءاً من إيداع الملفات عبر المنصة الرقمية cri-invest.ma، مرورا بالدراسة والمصادقة، وصولا إلى توقيع اتفاقيات التمويل وصرف الدعم في آجال مختصرة. ويعكس هذا النظام حرص الجهة على توفير مناخ استثماري محفز وبسيط وشفاف، يراعي انتظارات المقاولات ويواكب طموحاتها.
وبفعل هذه التحولات، تتجه جهة كلميم وادنون نحو ترسيخ موقعها كفاعل اقتصادي صاعد ضمن الخريطة الوطنية، عبر تعزيز جودة الخدمات العمومية الموجهة للمستثمرين، وتسريع وتيرة المشاريع، وتشجيع المقاولات المحلية على الابتكار والإنتاج. وهي مرحلة جديدة تؤشر على مستقبل واعد يرتكز على فعالية المؤسسات وجاذبية التراب وقدرته على خلق فرص تنموية مستدامة.


















