
هذا هو السؤال الذي نجد أنفسنا نحن – المغاربةَ – متجهين نحوه كلما جد جديد..في عالم السياسة او غيره.. وهو ذاته الذي ظل يحفر في لاوعي “النخب” المغربية منذ ان قُدِّم أمس تقرير لجنة النموذج التنموي الجديد..
1- أكاد اجزم ، بما يلزمني وحدي طبعا ، أن هذا السؤال هو أم مشاكلنا ..كما أنه أم معاركنا لأجل ترسيخ ثقافة سياسية جديدة..أو لنقل بوضوح لأجل ثقافة مغربية جديدة. فمنذ استقلال المغرب و نحن نكاد نعتمده منهجا في السياسة فنختار تبعا لذلك فريق التصفيق ، وفريق اللاتصفيق.. وليس “مهما” صدقية و منطقية و سلامة أحد الفعلين.. فهكذا ظللنا نفهم السياسة للأسف !
2- يقدم تقرير النموذج التنموي الجديد الذي قدم أمس ، مع توصية بتبليغه إلى المجتمع و الناس عن طريق النخبة السياسية التي حضر ممثلوها هذا الحدث ، يقدم نموذجا جديدا لكي يظهر المغاربة مجتمعا و دولة و نخبا مدى استيعابهم لكل الفشل الذي منيت به الاختيارات السياسية و الاقتصادية للمراحل المغرب الحديث.. و التي أقر به مجرد وجود عمل على “نموذج تنموي جديد”.. وهو بذلك ، التقرير ، فرصة تاريخية لكي يأخذ كل مكانته الطبيعية في مناقشته و التركيز على نقطه كل من منظوره و رؤيته أثناء شرحه للناس.
3- هي فرصة أخرى لقول الحقيقة ، و الانهاء مع اتخاذ أحد الفسطاطين اللذين لا يمكن ان يكون أحدهما خاطئا مائة في المائة مثلما لن يكون الآخر مصيبا مائة بالمائة..و يكفي أن أهم خلاصة –في نظري- وردت فيه هي عن سؤال الثقة و بنائها حول الفعل المؤسساتي العمومي..
لذلك ، علينا الا نضيع الفرصة مرة أخرى..و ألا نبقي الأمر حبيس التصفيق من عدمه بلا مبررات …
علينا أن نناقش هذا التقرير الذي يؤسس لإصلاح أعطاب “مشروع مجتمعي” يراد له ان يتضح ..كما يراد له أن يُتّفَقَ عليه…
حافظوا على طاقة أكفكم إذن..وحركوا عقلا مغربيا جديدا !
محمد المراكشي،
مع التحية.