نون بوست علي الكوري
معايير غامضة وجدل متجدد… بين فرحة التتويج وضرورة إصلاح آليات تقييم الجائزة الكبرى للصحافة
شهدت الساحة الإعلامية الوطنية لحظة اعتزاز بتتويج الزملاء في موقع العيون الآن ضمن صنف الصحافة الجهوية بالجائزة الكبرى للصحافة، وهو مكسب مستحق يعكس الجهود المتواصلة لصحافيي الأقاليم الجنوبية، ويعتبر في جوهره تتويجا لكل العاملين بالإعلام الجهوي بالصحراء.
غير أن لحظة الفرح لا تلغي واجب طرح الأسئلة المشروعة حول آليات ومعايير تقييم الأعمال المشاركة. فحسب المعطيات الرسمية، بلغت المشاركات 176 عملا ، وهو رقم كبير يستدعي وقتاً ومجهوداً دقيقين للفرز والتحليل وفق منطق المساواة والعدالة المهنية. وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف تمكنت اللجنة من البت في هذا العدد الضخم خلال مدة وُصفت بالمختصرة؟ وهل تم فعلا الاحتكام إلى الأجناس الصحفية وجودة الصناعة الإعلامية، أم أن تأثير “الملاءمة السياقية” و“العلاقات العامة” كان أقوى من المعيار المهني؟
الحديث هنا ليس تشكيكا في كفاءة السادة أعضاء اللجنة، بل تأكيد على أن الشفافية جزء لا يتجزأ من أخلاقيات الجائزة وقيمها. فالمشهد الإعلامي الجهوي، الذي طالما عانى من التهميش، بحاجة إلى تقييم صارم وواضح يسمح بترسيخ الثقة ويضمن تكافؤ الفرص بين كل المؤسسات والصحفيين.
ومع ذلك، يحسب لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بقيادة المهدي بنسعيد، إدراج الصحافة الجهوية ضمن الجائزة الكبرى، باعتبارها خطوة مهمة تعترف بدور الإعلام المحلي في مواكبة قضايا المغرب العميق وتعزيز الإشعاع الترابي. لكن هذا المكسب يحتاج اليوم إلى تطوير آليات التحكيم، حتى يظل التتويج مصدر اعتزاز جماعي، وليس بابا لأسئلة تتكرر كل سنة دون جواب.


















