نون بوست علي الكوري
محمد بيشا يسلط الضوء على أولويات التنمية بجماعة أسرير خلال اللقاء التشاوري حول الجيل الجديد من البرامج الترابية
شارك محمد بيشا، عضو مجلس جماعة أسرير، في اللقاء التشاوري لإعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، الذي نظم يوم 11/10 نونبر 2025 بمركز الندوات والمؤتمرات بكلميم، بمشاركة منتخبين، رؤساء ومدراء المصالح والمؤسسات العمومية، فعاليات جمعوية ومدنية، والإعلام الوطني والجهوي. وقد تميز اللقاء بجلسة افتتاحية عامة ألقاها والي جهة كلميم وادنون، الناجم بهي، تناول فيها الإطار العام للبرنامج الوطني للتنمية الترابية وفق الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش 29 يوليوز 2025، الذي دعا إلى إطلاق برامج تنموية تركز على الخصوصيات المحلية والتكامل بين المجالات الترابية.
خلال ورشة التأهيل الترابي المندمج، قدم محمد بيشا مجموعة من المقترحات العملية المرتبطة بالزراعة والسياحة باعتبارهما أهم روافد التنمية في جماعة أسرير. واقترح بلورة استراتيجية متكاملة لإنقاذ الواحات المتضررة بسبب الجفاف المستمر، من خلال حفر آبار جديدة خاصة بالسقي، دعم الزراعات التضامنية، اعتماد أنظمة ري بالتنقيط، وتشجيع الزراعة التي توفر دخلا مستداما، مع منع الحفر العشوائي للآبار حول العيون.
على المستوى البيئي، دعا بيشا إلى معالجة محطة المياه العادمة بدوار وعرون واستغلال مياهها بعد المعالجة في سقي المساحات الخضراء وإنتاج الأعلاف، بما يعزز التلاقي بين السياسات العمومية ويخدم مشروع تأهيل القطيع الوطني. كما اقترح الاستفادة من برنامج محاربة الحرائق في الواحات المختلفة، عبر فتح مسالك، تأهيل الطرق، غرس فسائل نخيل ذات جودة عالية، وإنشاء فوهاة لتوفير المياه للتدخل السريع عند الحرائق.
في إطار فك العزلة وتسهيل الوصول للأراضي الفلاحية، اقترح بيشا تسريع إنجاز الطريق الرابطة بين أسرير المركز وأدغار الجامع، مرورا بالكرارة ودوار أوزرولت ودوار زريويلة حتى دوار العين بجماعة أفركط، لتسهيل حركة السكان والمنتجات الفلاحية، خصوصا خلال موسم الأمطار ووقت الحصاد.
شارك بيشا أيضا في ورشة الصحة، حيث اقترح مشاريع عملية لتحسين أداء المجال الاجتماعي والصحي، منها تأهيل وتوسيع مستودع الأموات لتغطية احتياجات الإقليم، تمكين كل جماعات الإقليم بسيارات مجهزة لنقل الموتى وسيارات إسعاف، وإنشاء مستوصف بدوار زريويلة ودار ولادة بتغمرت، بما يعزز خدمات الرعاية الصحية الأساسية للسكان.
تتميز مساهمات محمد بيشا بالتركيز على مشاريع ملموسة واستراتيجيات واقعية، بعيدة عن الشعارات النظرية، ما يعكس فهمه لاحتياجات الجماعة المحلية. كما أن اهتمامه بالواحات والزراعة المستدامة يظهر وعيه بأهمية حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة.
أبرز اللقاء دور المقاربة التشاركية في نجاح البرامج التنموية، حيث يمكن للمواطنين والفاعلين المحليين والإدارات العمومية العمل سويا لتحديد أولويات التنمية وضمان تنفيذ المشاريع بشكل فعال، بما يعزز التكامل بين القطاعات ويحقق أثر حقيقي على الأرض.
مشاركة بيشا في هذا اللقاء تؤكد التزامه بالعمل الميداني، ومتابعة المشاريع التي تهم الجماعة، مع التركيز على الحلول الواقعية لمشاكل المياه والزراعة والصحة والبنية التحتية، وهو ما قد يشكل نموذجا لممارسات أخرى داخل المجلس المحلي.
يمكن القول إن مشاركة محمد بيشا في اللقاء التشاوري بكلميم تميزت بالاقتراحات العملية والمقترحات الواقعية المرتكزة على الخصوصيات المحلية لجماعة أسرير، مع التركيز على التنمية المستدامة وحماية الموارد، ما يعكس قراءة متزنة ومسؤولة لدور المنتخب المحلي في تطوير البرامج الترابية المندمجة وخدمة الساكنة على الأرض.


















