نون بوست علي الكوري
تقترب أشغال بناء المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة العيون من مراحلها النهائية، حيث بلغت نسبة الإنجاز حوالي 85 بالمائة، وهو ما يعكس دينامية قوية في مجال تطوير البنية التحتية الصحية بجهات الجنوب. المشروع الصحي الكبير يندرج في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز العرض الاستشفائي وتحسين جودة الخدمات الطبية لفائدة المواطنين، خاصة في الأقاليم الجنوبية التي كانت تعاني من خصاص واضح في هذا المجال الحيوي.
وسيوفر المركز عند افتتاحه طاقة استيعابية هامة تصل إلى 500 سرير، مما سيخفف العبء على المستشفيات الجهوية والإقليمية المجاورة، ويمكّن الساكنة من الاستفادة من خدمات صحية متخصصة داخل الجهة دون الحاجة إلى التنقل إلى مدن أخرى. هذا الإنجاز من شأنه أن يضع العيون في صدارة الأقطاب الصحية على المستوى الوطني، خصوصاً مع ما يتضمنه المشروع من تجهيزات حديثة وفضاءات طبية متعددة الاختصاصات.
كما يرتقب أن يساهم المركز الاستشفائي الجامعي في خلق آلاف مناصب الشغل لفائدة أبناء المنطقة، سواء بشكل مباشر من خلال الأطر الطبية وشبه الطبية والإدارية، أو بشكل غير مباشر عبر سلاسل التوريد والخدمات المرتبطة بالمؤسسة. وبذلك سيشكل المشروع رافعة اقتصادية إلى جانب دوره الأساسي في تعزيز الرعاية الصحية، بما يتماشى مع التوجهات الوطنية في مجال تنمية الأقاليم الجنوبية وتوفير فرص العيش الكريم لشبابها.
وإلى جانب دوره العلاجي، سيشكل المركز الجديد فضاءً جامعيا للتكوين والبحث العلمي في المجال الطبي، مما سيعزز تكوين الكفاءات المحلية ويفتح آفاقاً أمام الطلبة والأطباء المقيمين والباحثين في مختلف التخصصات. ويُنتظر أن يكون لهذا المشروع أثر مباشر على تحسين جودة الحياة بالمنطقة، مع جعل العيون مركز جذب في مجال الصحة والتعليم الطبي، في أفق ترسيخ عدالة مجالية تضمن للجنوب المغربي حقه في مرافق صحية متطورة وذات معايير عالية.
