نون بوست علي الكوري
عاشت زاوية آسا في أجواء إيمانية خاشعة لحظة روحانية مميزة ضمن فعاليات موسم “ملكى الصالحين”، حيث ألقى فضيلة الشيخ عبد الله بلمدني درسًا دينيا بعنوان “السير إلى الله وتحقيق منازل العبودية”. اللقاء حضره عامل إقليم آسا الزاك إلى جانب الوفد الرسمي المرافق، في مشهد يجسد العناية المستمرة التي تحظى بها هذه الزاوية التاريخية.
واستهلت الفعاليات بافتتاح عدد من المرافق الدينية الجديدة التابعة للزاوية، في مبادرة تروم تعزيز دورها التربوي والديني، وتثبيت مكانتها كفضاء جامع للتعليم الروحي ونشر القيم الإسلامية السمحة. هذه المرافق تأتي لتواكب تطلعات الزاوية في ترسيخ إشعاعها الثقافي والديني داخل الإقليم وخارجه.
وأبرز الشيخ بلمدني في مستهل درسه أن السير إلى الله ليس مجرد شعارات أو مظاهر، بل رحلة قلبية وروحية تحتاج إلى إخلاص النية والتجرد من حظوظ النفس، مستشهداً بآيات قرآنية تدعو إلى الهجرة القلبية من الغفلة إلى اليقظة، ومن الانغماس في الدنيا إلى طلب الآخرة.
وتطرق فضيلته إلى موضوع “منازل العبودية”، موضحاً أنها تمثل جوهر الدين وغاية الوجود، كما نص على ذلك القرآن الكريم. واعتبر أن بلوغ هذه المنازل يتم عبر مسار متدرج، يبدأ بالتوبة ويستمر بالصبر والشكر والرضا، وصولا إلى المحبة والتوكل، وهي مقامات لا تتحقق إلا بالمجاهدة والالتزام الصادق.
وجعلت مكانة زاوية آسا العريقة، باعتبارها من أبرز مراكز التصوف والعلم بالجنوب المغربي، من هذا الدرس حدثا ذا رمزية خاصة. فالزاوية شكلت على مر العصور فضاءً للتربية الروحية وملتقى للعلماء والمريدين، ولا تزال تؤدي رسالتها في الحفاظ على الهوية الدينية ونشر قيم الوسطية.
واختتم الشيخ بلمدني كلمته بدعوة الحاضرين إلى المداومة على تزكية النفس والارتباط الوثيق بالقرآن الكريم والسنة النبوية، باعتبارهما الطريق الأقوم نحو تحقيق العبودية لله. وقد خلف هذا اللقاء أثرا طيبا في نفوس الحاضرين، معيدا التأكيد على أن موسم “ملكى الصالحين” يظل مناسبة سنوية لتجديد العهد مع القيم الروحية والوطنية.