نون بوست علي الكوري
🤝 انفتاح ثابت تجاه الجزائر الشقيقة
جدد جلالة الملك محمد السادس التأكيد على موقف المغرب الثابت تجاه الجارة الجزائر، داعياً إلى تغليب منطق الحوار والاحترام المتبادل. وأوضح جلالته، في خطاب العرش لهذه السنة، أن علاقات المغرب بالشعب الجزائري ترتكز على جذور إنسانية وتاريخية ضاربة في القدم، وعلى أواصر الدين واللغة والجغرافيا.
وأضاف جلالته أنه، بصفته ملك المغرب، لطالما مد اليد للأشقاء في الجزائر، معبّراً عن استعداد المملكة للدخول في حوار صريح ومسؤول، يحترم خصوصيات كل بلد ويخدم مصلحة شعوب المنطقة.
✋ التزام مغربي بوحدة الشعوب
أكد الملك محمد السادس أن حرصه على فتح صفحة جديدة في العلاقات المغربية الجزائرية نابع من إيمانه بوحدة المصير المغاربي. وقال إن تجاوز الوضع الحالي بين البلدين يتطلب إرادة صادقة، وتفعيل روح الأخوة والجوار المشترك.
كما شدد جلالته على تمسكه الحازم بإحياء اتحاد المغرب العربي، مؤكداً أنه لا يمكن تصوره دون انخراط المغرب والجزائر، إلى جانب باقي البلدان المغاربية.
🟢 الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي
في سياق قضية الصحراء المغربية، أعرب جلالة الملك عن اعتزازه بالدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، واصفاً إياها بالحل الوحيد والواقعي لهذا النزاع الإقليمي. وأشاد بمواقف دولية داعمة، منها المملكة المتحدة والبرتغال، التي اعتبرت المبادرة إطاراً شرعياً لحل النزاع تحت سيادة المغرب.
كما عبّر جلالته عن تقديره للمواقف التي تكرّس الشرعية الدولية، مؤكداً أن المغرب يظل منفتحاً على حل توافقي يحفظ ماء وجه الجميع.
🛡 إشادة بالقوات الوطنية
بمناسبة تخليد عيد العرش، خصّ جلالة الملك مختلف أجهزة الأمن والقوات النظامية بتحية تقدير، مشيداً بتفانيها في الدفاع عن وحدة الوطن وسلامة أراضيه. وشمل التكريم القوات المسلحة الملكية، الدرك الملكي، الأمن الوطني، القوات المساعدة، الوقاية المدنية، وكافة الفاعلين الترابيين.
وأكد أن نجاح النموذج المغربي في ضمان الأمن والاستقرار يعد ثمرة العمل الجماعي والتعبئة المتواصلة لهؤلاء الفاعلين تحت القيادة الرشيدة للملك.
🌍 مغرب التنمية المجالية المندمجة
دعا الملك محمد السادس إلى الانتقال من السياسات الاجتماعية التقليدية إلى نهج تنموي قائم على العدالة المجالية. وبيّن أن التقدم الاقتصادي لا يُقاس فقط بالأرقام أو المشاريع الكبرى، بل بمدى انعكاسه على حياة المواطنين، خاصة في المناطق الهشة والمحرومة.
وأشار جلالته إلى أنه “لا مكان اليوم ولا غدًا لمغرب بسرعتين”، وأن التفاوتات المجالية يجب أن تُعالج من خلال برامج تأهيل شاملة تضمن الإنصاف الترابي والاجتماعي.
📊 مؤشرات إيجابية رغم التحديات
كشف جلالة الملك عن تراجع ملموس في مؤشرات الفقر متعدد الأبعاد، حيث انخفضت النسبة من 11.9% سنة 2014 إلى 6.8% سنة 2024. كما بلغ المغرب مستوى “التنمية البشرية العالية”، وفق آخر التقارير الدولية.
ورغم هذه المكاسب، عبّر جلالته عن قلقه من استمرار الفوارق، خاصة في العالم القروي، داعياً الحكومة إلى تفعيل برامج مندمجة تُعطي الأولوية للتعليم، الصحة، والتشغيل المحلي، وفق رؤية تنموية عادلة.
💧 الاقتصاد الوطني في طريق الصعود
أبرز الملك محمد السادس أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو نادي الدول الصاعدة، مستنداً إلى رؤية تنموية متكاملة، عززت جاذبية البلاد للاستثمار ووسّعت نطاق شراكاتها عبر العالم.
وأشار جلالته إلى أن الاقتصاد المغربي بات مرتبطاً بنحو 3 مليارات مستهلك عالمي بفضل اتفاقيات التبادل الحر، مؤكداً أن قوة المغرب تكمن في استقراره المؤسساتي وتنوع موارده ومجالاته الإنتاجية.
🚆 مشاريع هيكلية كبرى تعزز السيادة الوطنية
اختتم جلالة الملك خطابه بالإشارة إلى عدد من المشاريع الكبرى، منها تمديد خط القطار فائق السرعة نحو مراكش، ومبادرات في مجال الأمن الغذائي والسيادة الطاقية، ومواجهة الإجهاد المائي.
وشدد جلالته على أن هذه المشاريع ليست فقط بنى تحتية، بل لبنات في صرح التنمية الشاملة، تهدف إلى تحقيق الاستدامة وتعزيز موقع المغرب في عالم دائم التغير.
