نون بوســــت علـــي الكــــــوري
عبرت فعاليات مهنية تمثل قطاع الصناعة التقليدية بجهة كلميم وادنون عن استيائها العميق من المشاركة التي أقدمت عليها غرفة الصناعة التقليدية للجهة في معرض “Caen” الدولي بفرنسا، ووصفتها بـ”الفضيحة” التي لا تليق بمكانة الجهة ولا ترقى لتمثيل هويتها الثقافية الأصيلة.
وسجل البلاغ الذي توصل به الرأي العام أن التمثيل المقدم بالمعرض كان باهتا ومهينا، خصوصا في الطريقة التي تم بها استعراض “الخيمة الصحراوية” والتي نصبت بشكل مرتجل، من دون احترام لعمق الرمزية الثقافية التي تجسدها هذه المكونة التراثية، وهو ما اعتبر إساءة مباشرة للروح الصحراوية وطمسا لهويتها المتجذرة.
البلاغ أكد أن ما تم تقديمه لا يعكس الصورة الحقيقية للثقافة الصحراوية، بل أظهرها بشكل سطحي ومبتذل، مما ساهم في تشويه صورة الجهة على المستوى الدولي، بدل إبراز غناها وتنوعها الحضاري، منبها إلى أن الخيمة لم تكن سوى “ديكور فاقد للروح”، بعيد عن أي رمزية حقيقية.
كما استنكر الموقعون على البلاغ إقصاء عدد من الحرفيين والفاعلين الفعليين في القطاع، والاكتفاء بإشراك أفراد مقربين من المكتب المسير للغرفة، في خطوة اعتبرت محاباة مكشوفة هدفها تحقيق مصالح ضيقة على حساب تمثيلية مهنية حقيقية ومستحقة.
وحذرت الفعاليات المهنية من استمرار مثل هذه الممارسات التي وصفتها بـ”العبث والمهزلة”، معتبرة أن ما وقع يمثل تبذيرا للمال العام واحتقارا لسمعة الجهة وهويتها الثقافية، في ظل غياب الشفافية والوضوح وربط المسؤولية بالمحاسبة.
كما عبرت عن رفضها المطلق لمنطق الإقصاء الزبوني في اختيار المشاركين وتمثيل القطاع، مطالبة بفتح تحقيق شفاف حول ميزانية المشاركة ومعايير الانتقاء، مع تحديد الجهات المسؤولة عن هذا الإخفاق المؤسساتي.
ودعت الفعاليات ذاتها إلى إعادة الاعتبار للهوية الصحراوية في جوهرها الأصيل، وإشراك الكفاءات الحقيقية في مثل هذه المحافل الدولية بما يعكس غنى التراث الثقافي للمنطقة، ويضمن حضورا مشرفا لكلميم وادنون في المحافل الدولية.
وفي ختام البيان، أكدت الفعاليات المهنية رفضها التام لأي مشاركة مستقبلية لا تحترم ضوابط التمثيلية الحقيقية، وتستهدف فقط الاغتناء الشخصي أو تمرير المصالح الضيقة، مطالبة بإعادة النظر في طريقة تدبير غرفة الصناعة التقليدية بما يليق بثقة المهنيين ومكانة الجهة.
