حاورها علي الكوري
اختارت ورضية بوحايك أن تخوض غمار العمل السياسي المحلي من موقع المسؤولية، فترأست لأول مرة جماعة أسرير، في خطوة اعتبرها كثيرون رمزا لتقدم نسبي في تمكين النساء، وسط بيئة لا تزال تحكمها أعراف تقليدية وتحديات متراكمة.
استقبلت الساكنة هذا الحدث بمزيج من الأمل والحذر؛ فمن جهة اعتبر ترؤس امرأة لمجلس جماعي محلي خطوة شجاعة نحو تعزيز التنمية والمشاركة المجتمعية، ومن جهة أخرى واجهت الرئيسة تحفظات نابعة من التقاليد والنزعة الذكورية التي لا تزال تؤثر على تدبير الشأن العام.
تكشف بوحايك في هذا الحوار كواليس البداية، والصراعات التي عرقلت أداء المجلس، وتأثير ذلك على الزمن التنموي، كما تسلط الضوء على ما تحقق من منجزات رغم “البلوكاج”، معتبرة أن إصلاح الطرق، وتوفير الكهرباء، وإعادة تأهيل قنطرة واد صياد، هي علامات على صمود جماعي وإرادة محلية تتحدى الظروف.
1. بصفتكم أول امرأة تترأس جماعة اسرير، كيف استقبلت الساكنة هذه الخطوة؟ وهل واجهتم تحديات مرتبطة بالنوع الاجتماعي في بداية مساركم؟
استقبلت الساكنة لهذا الحدث يجمع بين الايجابية والتحديات ،فمن جهة شكل ترأس المرأة لمجلس الجماعي بشكل عام والجماعة اسرير بشكل خاص رمزا لتقدم واملا في تعزيز التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية في المنطقة ومن جهة أخرى قد يواجه بعض التحفظات النابعة من التقاليد ،مع الوقت قد تظهر النتائج الملموسة لهذه التجربة قدرتها على تغيير التصورات وتعزيز مكانة المرأة في الحياة
ب) التحديات المرتبطة بالنوع الاجتماعي في بداية مسار ترأس اول امرأة للمجلس الجماعي لاسرير،أن المرأة ما زالت لم تصل لأهداف سياسة التمكين حيث انه وبالرغم من مكانة المرأة داخل المجتمع الصحراوي الا ان النزعة الذكورية في مجال تدبير الشأن العام تبقى قائمة في جميع المناطق وقد يشكل هذا الأمر عائقا أمام ممارسة كافة المهام بشكل اعتيادي ،بل استعمل خصومنا السياسيين هذه النزعة إلى جانب استدعائهم بعض الثمثلات المتعلقة بالعادات والتقاليد لتهجم على تحالفنا المشكل لمكتب الجماعة مما ساهم في هدر الزمن التنموي ،حيث وجدنا أنفسنا في صراع يطبعه هاجس التحكم والاستعلاء ولم نستطيع العمل على جو المنافسة حول التصورات التنموية والأولوية المشاريع الترابية
2. الجماعة عرفت خلال ولايتكم “بلوكاج” دام سنتين بسبب فقدان الأغلبية، كيف تعاملتم مع هذا الوضع؟ وهل أثر على تنفيذ المشاريع التنموية؟
2 تعاملنا مع فترة البلوكاج الذي دام سنين من خلال المزج بين التفاوض السياسي وتشكيل تحالفات وايضا تدخل السلطات والشخصيات المحلية المؤثرة ،لكن بطبيعة الحال تجاوزنا هذا البلوكاج بجهود مضنية وصبر وعزيمة لاعادة بناء الاغلبية وإيجاد حلول توافقية تضمن استمرارية عمل الجماعة ولله الحمد نحصد النتائج الايجابية
3. رغم الإكراهات، تم إنجاز عدد من المشاريع كتهيئة الطرق، إصلاح الكهرباء، وقنطرة واد صياد. ما هي أبرز التحديات التي رافقت هذه الأوراش؟
3) في ضوء هذه التحديات فقد شكلت فترة البلوكاج الذي واجهه المجلس الجماعي لاسرير تضمن نزاعات سياسية داخلية، تاخيرات إدارية، تحديات محلية أخرى، مما جعل انجاز هذه المشاريع انجازا بارزا يعكس قدرة المحليين على التغلب على العوائق وبالتالي فأن النجاح في تهيئة الطرق ،وإصلاح الكهرباء ،وإصلاح قنطرة واد صياد وغيرهم ……كدليل على الصمود والتخطيط الجيد ،رغم الظروف الصعبة
4. باعتباركم فاعلة جمعوية سابقة، ما الذي أضفته تجربتكم المدنية على طريقة تدبير الشأن المحلي داخل المجلس؟
باعتباري فاعلة جمعوية سابقة ،فقد اثرث هذه التجربة بشكل كبير على رؤيتي وادائي في إدارة الشؤون المحلية ،ففي المجمل أضافت تجربتي المدنية بعدا عمليا وانسانيا لطريقة تدبير الشأن المحلي داخل المجلس فقد ساعدتني في فهم احتياجات المواطنين بشكل أعمق، وبناء جسور الثقة معهم ،والتعاون مع الجمعيات والابتكار في الحلول والالتزام بالتقييم والاستدامة ،مما جعل التنمية المحلية اكثر شمولية ونجاحا
وختاما فالنسبة لي فأعتقد ان تجربتي في المجالس المنتخبة حملت في طياتها العديد من اللحظات والمواقف والمسارات الصعبة احيانا،والجميلة احيانا أخرى، فساهم ذلك المسار كثيرا في تغيير رؤيتي للواقع ،فالذات الفاعلة ليست كذات المتلقية ،وبالتالي تختلف الرؤية ويتشكل وعي جديد من خلال ممارسة الشأن العام من داخل نسق المؤسساتي
أبرزت رئيسة جماعة أسرير، ورضية بوحايك، في هذا الحوار، أن تجربتها كرائدة محلية لم تكن سهلة، حيث اصطدمت منذ بدايتها بتحديات متعددة، على رأسها النظرة النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي، والنزعة الذكورية التي لا تزال تؤثر على تدبير الشأن العام، خاصة في المناطق المحافظة. كما واجهت محاولات متكررة من خصوم سياسيين لعرقلة عمل المجلس، عبر استغلال العادات والتقاليد، والطعن في شرعية التحالف الذي تقوده.
ورغم هذه الضغوط والصراعات التي ساهمت في إهدار الزمن التنموي، استطاع المكتب المسير، بقيادتها، أن يتجاوز فترة “البلوكاج” السياسي والإداري، ويحقق مجموعة من المشاريع التنموية التي استجابت لانتظارات الساكنة. من بين هذه الإنجازات البارزة: تهيئة الطرق، وإصلاح شبكة الكهرباء، وتأهيل قنطرة واد صياد، وغيرها من المبادرات التي عكست روح المسؤولية والصمود في وجه العراقيل.
وخلصت الرئيسة إلى أن هذه التجربة تشكل مثالا حيا على قدرة المرأة على كسر الحواجز المجتمعية، وإثبات كفاءتها في مواقع القيادة، إذا ما توفرت الإرادة والدعم الجماعي، مؤكدة أن رهان التنمية لن يتحقق إلا في مناخ من التعاون، والاحترام المتبادل، وتغليب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة