الملتقى الربيعي للإعلام بكلميم: نحو تعزيز الديمقراطية المحلية عبر الفاعل الإعلامي والمدني

25 مايو 2025
الملتقى الربيعي للإعلام بكلميم: نحو تعزيز الديمقراطية المحلية عبر الفاعل الإعلامي والمدني

نون بوست       :       علي الكوري 

نظمت بمدينة كلميم، يوم السبت 24 ماي 2025، ندوة علمية تحت عنوان: “دور الفاعل الإعلامي والمدني في تنزيل الديمقراطية المحلية”، وذلك في إطار الملتقى الربيعي الأول للصحافة والإعلام بجهة كلميم وادنون. وقد أشرف على تنظيم هذا الحدث مركز وادنون للإعلام والتواصل الثقافي بشراكة مع مجلة كلميم، بحضور نخبة من الأساتذة والفاعلين الإعلاميين والمدنيين الذين ناقشوا سبل تعزيز أدوار الإعلام والمجتمع المدني في ترسيخ الممارسة الديمقراطية على المستوى المحلي.

وقد تميزت الندوة بمداخلة الاستاذ يوسف تيدرارين، عضو نادي قضاة المغرب، الذي ركز على البعد القانوني في تنظيم حرية الصحافة، مبرزا أهمية التوفيق بين حرية التعبير والاحترام الواجب للنظام العام وحقوق الأفراد. واستعرض تيدرارين الإطار القانوني المنظم للعمل الصحافي بالمغرب، والذي يشمل دستور 2011، ومدونة الصحافة والنشر، وقانون المجلس الوطني للصحافة، مؤكدا على التحول النوعي الذي عرفته هذه المنظومة عبر حذف العقوبات السالبة للحرية والاكتفاء بالغرامات المالية، بما يعزز من حماية الجسم الصحافي ويضمن في الوقت ذاته التوازن بين حرية الإعلام والمسؤولية القانونية.

أما الأستاذة فاطمة الهداري، فقد شددت في مداخلتها على أهمية الإعلام المدرسي كوسيلة تربوية لبناء وعي نقدي لدى المتعلمين، وأداة لتكريس القيم والمبادئ داخل المؤسسات التعليمية. وأكدت أن الإعلام المدرسي لا يقتصر على نقل الخبر، بل يشكل وسيلة للتربية على المسؤولية والمواطنة، مبرزة ضرورة تأطير هذه المبادرات داخل الأندية المدرسية وتشجيع التلاميذ على الإبداع والتفكير الحر، مع التركيز على أخلاقيات العمل الصحافي وقيم حقوق الإنسان.

وفي مداخلة بوبكر أونغير، الفاعل المدني والحقوقي، تم التطرق إلى العلاقة التاريخية بين الإعلام والحركات المدنية بالمغرب، حيث اعتبر أن الإعلام لعب أدوارا محورية في مواكبة النضالات الحقوقية والسياسية، وكان دائما صوتا موازِنا للتطورات الاجتماعية. وأشار إلى أن العديد من القادة السياسيين والمفكرين المغاربة مرّوا عبر بوابة الإعلام، مما جعل منه شريكا حقيقيا في بناء الوعي الجماعي وفي الدفع بعجلة الإصلاحات الكبرى، خصوصا في مرحلة الانتقال الديمقراطي التي شهدها المغرب مع بداية حكم جلالة الملك محمد السادس.

واختُتمت أشغال الندوة بحفل تكريمي على شرف الأساتذة المحاضرين، تقديرًا لإسهاماتهم العلمية والقيمية في إنجاح هذه المحطة الفكرية المتميزة. كما تم توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الصحفية المدرسية، والتي هدفت إلى تشجيع التلاميذ على التعبير والإبداع الصحفي، وتكريس ثقافة الإعلام المسؤول داخل الوسط المدرسي، في خطوة تروم ترسيخ القيم الديمقراطية في نفوس الناشئة عبر بوابة الإعلام والتربية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة