نون بوست علي الكوري
كلميم – شهدت قاعة الأندلس بمدينة كلميم، مساء السبت الماضي، محاضرة فكرية متميزة ألقاها الأستاذ والداعية ياسين العمري، بدعوة من شبيبة حزب العدالة والتنمية، وسط حضور نوعي وكمّي لافت، ضمّ مختلف الشرائح العمرية، وعلى رأسها فئة الشباب.
المحاضرة، التي تندرج في إطار سلسلة الأنشطة التأطيرية والتوعوية التي دأبت شبيبة الحزب على تنظيمها، لقيت تفاعلًا كبيرًا من قبل الحاضرين الذين غصّت بهم جنبات القاعة، في مشهد يعكس من جديد مكانة الخطاب الفكري والديني الوسطي في وجدان الشباب، ومدى ارتباطهم بقضايا الهوية، وبناء الإنسان، والبحث عن التوازن في زمن التحولات السريعة.
وفي كلمته، تناول الأستاذ العمري بأسلوبه السلس والواقعي عددا من الإشكالات التي تواجه الفرد والمجتمع، متحدثا عن ضرورة استعادة الوعي الذاتي، وإعادة الاعتبار للقيم الأصيلة، والتمسك بروح المبادرة والتغيير الإيجابي، كمدخل للإصلاح الحقيقي في محيط الفرد والأسرة والمجتمع.
ما الذي يدفع شباب كلميم إلى الإقبال الكبير على محاضرات فكرية مثل تلك التي يؤطرها ياسين العمري؟
الجواب يبرز في التعطش المتزايد لخطاب متزن يعالج الإشكالات الراهنة بلغة قريبة من الناس، بعيدا عن الخطاب الشعبوي أو المتطرف، في ظل غياب فضاءات تأطيرية بديلة تواكب تطلعات الشباب وتوجه طاقتهم نحو البناء والنقاش المسؤول.
من جانبها، أوضحت شبيبة العدالة والتنمية في تصريح صحفي أن هذه المحاضرة تندرج ضمن جهودها الرامية إلى تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح، وتوسيع دائرة النقاش الهادف بين فئة الشباب، معتبرة أن الحضور المكثف والتفاعل الإيجابي يعكسان حاجة حقيقية لهذا النوع من الأنشطة الفكرية.
وتؤشر هذه التظاهرة الثقافية على دينامية جديدة تشهدها كلميم، كمجال حضري يتطلع إلى ترسيخ موقعه كفضاء للنقاش العمومي، وللتنمية الفكرية والاجتماعية، عبر مبادرات تطوعية ومجتمعية تراهن على الإنسان كركيزة لأي مشروع تنموي مستدام.
