عن الغش مجددا، عن الغش دائما!

21 يونيو 2022
عن الغش مجددا، عن الغش دائما!

ثلاث ملاحظات سريعة حول الغش في الامتحانات:
١- الغش في الامتحان ،او “النقلة” كما اصطلح عليها مجتمعيا، هي تمظهر لحالة مجتمعية.. هي ظاهرة تشهد على تحول خطير في القيم باتجاه التطبيع مع ظواهر مماثلة أصبحت و كأنها حق طبيعي للكائن المغربي..
ليس لي وصف أعمق، لذلك أظن أنه من واجب الدولة ان تنصت للسوسيولوجيين في هذا المجال.
٢- أظهرت تجارب كثيرة، تطوعية، غير منظمة، لنساء ورجال التعليم أنه شبه مستحيل نزع هذه الظاهرة التي أصبحت “قيمة” اجتماعية للأسف من عقول وتفكير ونمط التلقي و الاختبار المدرسي. بل إن كل حديث أو تحسيس يكاد لا يجد أذنا صاغية من التلاميذ الذين لا يعتقدون، بجزم، أن الأستاذ الناصح لم “ينقل” في حياته!!
أعتقد أنه صار معضلة تربوية تفرض على الدولة ووزارة التربية أن تجرؤ على فتح “مشاورات” واسعة ،حقيقية، مخصصة لهذا الموضوع وحده… وعليها أن تنصت ، بالفعل، للتربويين الممارسين و للأسر.
٣- مستوى “التطبيع” مع الغش تختزله واحدة من حكايات كثيرة مماثلة:
” وجد أستاذ جارا له عند محل فوطوكوبي ينتظر انتهاء صاحب المحل الانتهاء من تصغير مقرر دراسي لابنه! سأل الأستاذ مستنكرا ما يفعله الأب: واه آصاحبي، لهذه الدرجة ! انت براسك تساعده على الغش!؟ فكان جواب الأب: حتى ساليتو انتوما و خدمتو بالنقيل و بغيتيها توقف عندكم!
فسقط ما بين يديه من الصدمة”
لهذه الدرجة الفكرة مستوطنة في المجتمع!

٤- يحتاج الأمر في نظري لجرأة و إرادة و فعل متعاقد عليه.. مادون ذلك، مجرد كلام و اجراءات موسمية لا تتجاوز “استراتيجية” « قضي و خليها للذي يأتي من بعد يدبر! »

محمد المراكشي،

مع التحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة