
ساد منذ الاعلان عن نتائج مباراة “توظيف” الأساتذة الجدد “رأي” غير سوي إطلاقا..و متنمر بشكل غير مسؤول..و اقل ما يمكن أن ينعت به في هذا اليوم العالمي لحقوق الانسان أنه منافٍ لقيمة “المساواة” و هي روح هذه الحقوق!
فقد ساهم كثير من الناس من حيث يعلمون أو لا يعلمون في هذه الحملة البشعة تُجاه الناجحات من خلال التهكم و السخرية من نسبة الاناث في النجاح بالمباراة بالمقارنة ممع نسبة الذكور و التي بلغت 82%..
ولأن نسبة كهذه لا يمكن أن تأتي من فراغ،كما هذا العنف المعنوي تجاهها ، أجدني أسجل هذه النقط الثلاثة السريعة :
1- منذ زمن و الاناث متفوقات في المدارس و الأقسام..و كل العارفين بالمشهد كله و هم رجال و نساء التعليم حصرا يقرون بهذا الأمر. و يكاد يكون من المستحيل في العقود الأخيرة رؤية تلميذ “ذكر” يتفوق قريناته في القسم ..و في مادة بعينها ..بل وفي كل المواد..
إنهن متفوقات فعلا ،والأسباب نتركها للعلماء و المتخصصين في علم الاجتماع وعلوم التربية.
أما نحن ، فنستفيد و نركن السنتنا جانبا في ما لا نعلم.
2- أظن أن البلاد قد حسمت منذ مدة طويلة مع هذا المنطق الذكوري في المدارس على الأقل حين اقرت الاختلاط..فكان سبيلنا الأمثل الى الحسم مع كثير من المظاهر السيئة في العلاقة بين الجنسين.. ولا اختلاف في أن الذين يرون العكس ، و يمتطون كل مرة صهوة خبر من هذا القبيل ، هم من “ضحايا” هذه المدارس التي -و بصدق- رفعت فيها الفتيات”النيفو” !
3- الاناث مثلهن مثل الذكور ، لهن نفس الحقوق في العمل كما في ميادين الحياة الأخرى..ومن هذا المنطلق شاركن في المباراة و بنفس المنطق اجتزن الاختبارات بتكافؤ للفرص مع الذكور ..و لا أخفيكم سرا أني وجدت من بين العاملين في قطاع التعليم من هن أكثر جدية و اجتهادا و قدرة على العطاء- بل و في الضبط ايضا – من شقائقهن الرجال.. وحين تهمز أو تلمز الى الجوانب المعرفية و البيداغوجية(زعما بأنك أو ذكوريتك أكثر قدرة) سأجيبك بأن للأمر أناسا ذاك شغلهم..و أنه ليس شغلك!
لذلك ، فليس غريبا – انطلاقا من وقائع التفوق الدراسي و المثابرة و الاحساس بالحمل الاجتماعي من جهة ، و من ثوابت الحقوق الانسانية ثانيا – أن نجد النساء و قد تبوأن هذه المكانة اليوم في مباراة توظيف…
و لنا في مساواة اللغة الدارجة على الألسن عبرة حين تختصر كل هذا النقاش التافه لمغاربة الانترنيت في كلمتين بالمذكر و المؤنث معا :عيب و حشومة!
محمد المراكشي،
مع التحية.