عن فشل التنمية و الهجرة السرية بإفني

24 سبتمبر 2018
عن فشل التنمية و الهجرة السرية بإفني
عن فشل التنمية و الهجرة السرية بإفني

za

كانت أولى رحلات الهجرة السرية من مدينتي ما بين 97 و99 تاريخ فتح طريق بحري نحو لان لانساروتي إحدى جزر الكناري . وكان فتحا مبينا لكثير من الشباب الإفناوي الذي لم يكن بمقدوره الحصول على تأشيرة دخول أوربا لشروطها المعجزة . فكان بالنسبة لهم إنجازا عظيما أحيى التعاضد والتكافل في تنظيم سفريات الهجرة صوب جزر كناريا الجارة الغربية التي لم تنس حسن الجوار والعشرة القديمة فلم تفرط في آداب الضيافة والقبول . تناسلت الرحلات وطغى عليها ربح التجارة فما عادت تحميها الآلهة ، فكانت مآسي الفقدان والموت . لو لم يكن هذا الفتح المبين برحلة خمسون ساعة في بحر الظلمات لما استطاع شباب أن يجدوا عملا يوفر لهم دخلا محترما يساعدون أسرهم يبنون مستقبلا لهم . هربوا من المجهول ،هربوا من البطالة ،هربوا من مدينة واقعها لا يتغير أو أريد له أن لا يتغير دون أن تعلم هي ذنبها أو ذنب أهلها ، مدينة حكمت السياسات المتتالية للدولة عليها بالموت البطيء ، فحتى بعد احتجاجات وأحداث 2008 .والسعي لإصلاح الأعطاب المدمرة لتلك السياسات سرعان ما عادت حليمة إلى عادتها القديمة من إعتماد كلي على مقاربة أمنية بليدة في أحيان كثيرة ، تعبر – دون الإقرار بذلك – عن فشل في بناء مخطط تنموي مرتكز على الإنصات للكل والتشخيص الواقعي ، وهي مهمة المجتمع المدني المرتبط بقضايا الناس بعيدا عما تقوم به ما يسمى بمكاتب الدراسات ،وهذا الاسم أكبر من الكثير منها .
هؤلاء الذين هاجروا بالقوارب والذين يهاجرون الآن والذين سيهاجرون غدا وبعد غد قدموا ابلغ إجابة على استمرارية الفشل في التعاطي مع قضايا منطقة تملك مقومات النهوض والإقلاع .

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة