نون بوست – سيدي افني
في تعليقه حول مبادرة المجلس الجماعي لسيدي إفني إطلاق اسم الفنان والمخرج أحمد بادوج على أحد الشوارع بالمدينة، يقول الاعلامي عبد الله بوشطارت :”ان اقتراح رئيس جماعة سيدي افني اسم الفنان المرحوم احمد بادوج لتسمية احد شوارع مدينة إفني، يعتبر اقتراحا مهما وشجاعا ينم عن تغيير العقلية السائدة لدى الفاعل السياسي ولدى المسؤولين على تسيير المجالس الجماعية المنتخبة. فيجب على جميع الجماعات انصاف الشخصيات الفنية والمبدعة في مجالات مختلفة كالمسرح والفنون والرياضة والآداب والسياسة والمعرفة والمقاومة… ، وإعطائها المكانة التي تستحقها خاصة على المستوى الرمزي، كتخليد أسمائها على الفضاءات العمومية والمؤسسات، فالدولة فرضت في وقت من الأوقات الكثير من الأسماء التي لا تعبر عن الخصوصيات الجهوية والمحلية، وحتى عن هوية المغرب، في إطار نشر وترسيخ أيديولوجية الهيمنة في الذاكرة والمجال، بعد أن غرستها في التعليم والإعلام… مثلا تسمية بعض شوارع وازقة مدينة سيدي افني بتسميات بعيدة زمانيا ومكانيا على المدينة ومحيطها الثقافي، آيت باعمران، كتسمية موسى بنو نصير وشارع الأدارسة…ونفس الشئ ينطبق على تعريب وتغيير أسماء بعض الأحياء، مثل حي أمزدوغ الدوار الأصلي للمدينة وتسميته بحي تيفلت، وتغيير وتعريب اسم تامحروشت إلى اسم المحيط، هذا يخلق فوضى وتشويش وارتباك في هوية المدينة بشكل عام، فالساكنة تستعمل اسم تامحروشت والوثائق الإدارية تستعمل اسم حي المحيط.
على أي نحن نثمن عاليا قرار اقتراح تسمية أحمد بادوج لتسمية احد الشوارع بمدينة إفني، واذا تم ذلك رسميا ستكون المدينة هي أول من سيحتضن رمزية فنان امازيغي أعطى الكثير للفن ووللمسرح وللابداع.. وسيكون مجلس جماعة إفني هو النموذج الذي يجب أن يحتدى به خاصة إذا فهم العمق الرمزي لانصاف شخصيات مبدعة ذات موهبة وعانت من التهميش والنسيان قيد حياته.
إفني دائما عودتنا على التحدي وعلى انصاف المهمشين، في انتظار انصاف رموز وشخصيات أخرى بمنطقة إفني وايت باعمران… “.