
عزيز زربان
رغم التهميش ، الحكرة، غياب التنمية ،البطالة ورغم النسيان الطويل الذي كان من نصيب هاته المدينة الجميلة منذ رجوعها إلى الوطن الأم ورغم الحسرة على ماضيها الجميل وثراثها المعماري المتمييز الذي طاله الخراب تبقى المقاومة البعمرانية ورجالاتها مصدر إعتزاز و إفتخار لنا جميعا …
آيت بعمران وطنيون أقحاح لم ينصفهم الوطن الذي ضحوا من أجله في عدة محطات :
-المشاركة وبقوة في مقاومة المستعمر الفرنسي مباشرة بعد توقيع معاهدة الحماية وذلك تحت قيادة الشيخ أحمد الهيبة إبن الشيخ ماء العينين وبعده تحت قيادة أخوه مربيه ربه إبن الشيخ ماء العينين.
-الإنخراط في صفوف جيش التحرير المغربي لمقاومة المستعمر الفرنسي .
-إطلاق شرارة المقاومة يوم 23 نونبر 1957 ضد المستعمر الإسباني .
-الإنخراط و بكثافة في إنجاح المسيرة الخضراء
-إدماج البعمرانيين في صفوف الجيش الملكي شكل نقطة قوة كبيرة لصالح الجيش المغربي إبان حرب الصحراء ضد مرتزقة البوليساريو.
و الكل يعلم أن رجال المال والأعمال البعمرانيين هم أوائل المستثمرين بالصحراء المغربية..
آيت بعمران قدمت الكثير للصحراء المغربية وللوطن ولكن السؤال الذي يجب طرحه هو لماذا لم تحظى إفني آيت بعمران بنفس إمتيازات الأقاليم الصحراوية ( الدعم ،الأشبال،التنمية، الإستثمار، البنية التحتية ، الريكيات، الكونطر بونض واللائحة طويلة…..
الغريب أنه حتى إسبانيا هي أيضا تنكرت لإفني وآيت بعمران مع العلم أن خيرة شباب المنطقة ماتوا وهم يقاتلون كمتطوعين في الحرب الأهلية الإسبانية 1936-1939
وزد على ذلك الوضعية المزرية لجميع المباني التي ما تزال في ملكية الإسبان بمدينة إفني(مسمار جحا) ..
آيت بعمران رجال قدموا الغالي والنفيس من أجل العزة والكرامة لهذا الوطن ….
من المؤسف أن تمر ذكرى 30 يونيو ككل سنة ذكرى باهتة وبدون طعم لا رسميا ولا شعبيا…
من المؤسف أن لا تضع الدولة تضحيات آيت بعمران فوق كل إعتبار وتطلق برنامجا تنمويا شاملا ينقذ المدينة والمنطقة من التهميش ،البطالة ، الفقر…..
من المؤسف أن يكون من بيننا من ينظرون إلى المقاومة البعمرانية على أنها سبب خراب مدينة إفني ….
من المؤسف أن تبدأ سيدي إفني تاريخها كمدينة وينتهي بها المطاف كقرية Village تفتقر إلى أبسط الأمور….
من المؤسف أن تبقى المدينة والمنطقة ورقة ضغط بين أيدي لوبيات الفساد والقبلية والعنصرية..
رحم الله شهدائنا الأبرار وأسكنهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
الكل مسؤول
30 يونيو ذكرى مجيدة وتستحق عيدا وطنيا
عبد العزيز زربان
دوار إدزربان قبيلة السماهرة
آيت بعمران المجاهدة
بتاريخ 30 يونيو 2020