رأي فيما يخص الكلمات الثلاث
(بريوات، بغرير، غريبة)
أولا: هذه الكلمات هي أسماء لها أصل في العربية، استعمالهُ ا في الدارجة المغربية لا ينفي
أصلها العربي وضعا أو توليدا واشتقاقا.
ثانيا: أسماء الطعامة في عالمنا العربي، إما أسماء عربية أو أسماء دخيلة من لغات أخرى جرت
على الألسنة ودخلت بعض المعاجم العربية المعاصرة كالكفتة والبسطيلة والكباب وغيرها كثير.
و الأسماء العربية إما أسماء عربية استعملتها العربية منذ القديم أو أسماء مولدة عبر العصور عن طريق
اĐاز وغيره، الأولى كالعصيدة والحريرة والرفيسة والسخينة والثريد والقِ دّ يد، والثانية كأصبع مريم والمهلبية
والكنافة في الشرق وكعب غزال والمحنشة ورزة القاضي والشوا في المغرب.
ثالثا:
كلمة “بريوات” الدارجة، التي أصبحت منتشرة في العالم العربي و غيره، لها أصل في العربية إذ
جاءت من كلمة البراءة، وهي رسالة مطوية في شكل مثلث كان يرسلها السلاطين لموظفي
الدولة تعيينا أو تثبيتا لهم في مناصبهم، ثم بعد ذلك عممت وأصبحت تطلق على الرسائل
الإدارية بصورة عامة.
أصل كلمة “بغرير” أو ب َ غِ ير كما هو مثبت في كتاب “المستدرك على المعاجم العربية” لدوزي،
من فِعل بـ َ غرَ ، بغورا ويطلق على الأرض إذا أصاđا المطر فكذلك البغرير يكون مليئا بالثقب
وكأنه الأرض بعد هطول المطر. فالاستعمال اĐازي العربي هنا واضح للعيان. أما الاسم
الذي يطلق على “البغرير” باللغة الأمازيغية فهو “تيغرفين”.
” الغُ رَ يـِّ ب َ ة” الكلمة عربية الأصل تصغير للغَ ريب َ ة، وتطلق عليها في بعض المناطق المغربية “الحلوى
البهلاء” (وقع هنا قلب مكاني البلهاء صارت đلاء مذكره أبله). وسميت بذلك لأĔا تتفتت
بسرعة في يد من يريد تناولها كتشتت فكر الأبله كما هو مثبت في المعجم العربي.
رابعا: هذه كلمات متدوالة وشائعة تدخل في إطار العربية المغربية التي يجب العمل على دراستها
وإعادة النظر في بعض أوصافها من حيث المعاجم و بالنظر إلى النصوص الإبداعية المعاصرة كالرواية
والشعر والقصة، حتى تصبح عربيتنا في إطار ثقافتنا المعاصرة لغة سهلة الاستعمال تعبر عن
احتياجاتنا في الواقع اليومي، بسلاسة ويسر مع الحفاظ على نسقها اللساني بمختلف مكوناته.
خامسا: من الأمور التي أوصت وتوصي đا اĐامع العربية والمنتديات والمؤتمرات ضرورة التقريب
بين الدوارج واللغة العربية بالنسبة للكلمات المستعملة في الدوارج ولها أصل في لسان العرب، إذ في
ذلك إحياء للعربية من جهة وتيسير تداولها في التعبير والتواصل بالنسبة للمتكلمين đا من جهة ثانية،
حتى يسهل على المتكلمين اكتساب اللغة العربية دون عناء ومشقة مثلهم في ذلك مثل الفرنسي
والانجليزي الذي ينتقل من لغة اĐتمع التي تعلمها في المنزل إلى اللغة العالمة التي يتعلمها في المدرسة
بسهولة ويسر. فلا عجب من هذا المنظور إذا تم اعتماد كلمات من العامية لفرط استعمالها وانتشارها
في معاجمنا العربية المعاصرة.